الوكالة السورية – فادي شباط
خاص
رغم أمنيات كثير من السوريين بدخول فسحة بسيطة من السعادة إلى قلوبهم عبر انتهاز فرص المناسبات الشخصية والأعياد الرسمية، إلا أنهم عاجزون عن تحقيق أدنى ذلك، لا سيّما بعد أن تعرضوا للاستنزاف الكامل لكافة الموارد خلال الحرب التي فرضها نظام الأسد وحلفاؤه عليهم منذ آذار 2011.
يحل حاليا عيد الميلاد ضيفاً ثقيلاً على كثير من المناطق السورية ذات التجمعات “المسيحية” بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات طقوس الاحتفال ووصولها إلى مبالغ باهظة جداً.
كما جرت العادة في هذا الوقت من كل عام يزداد الطلب على شجرة عيد الميلاد كونها تُعد أبرز طقوس احتفالات عيد رأس السنة الميلادية.
السيد “جورج” يقطن في حي باب توما وسط العاصمة دمشق، قال لـ “وكالة سنا” إنّ تكلفة شجرة عيد الميلاد لوحدها تبلغ بين 500 ألف ومليوني ليرة سورية، أي بين 143 و572 دولاراً أمريكياً، وفقاً لسعر صرف الليرة السورية البالغ حالياً بنحو 3500 ليرة مقابل دولار واحد.
يضيف محدثنا الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الشجرة تحتاج إلى شريط إنارة سعره 50 ألف ليرة، وبعض الزينة المؤلفة من كرات ملونة متنوعة ورجال الثلج ونجوم بيضاء اللون وأجراس بأحجام مختلفة، تبلغ تكلفتها في الحد الأدنى بنحو 500 ألف ليرة سورية.
بشكل عام أكثر الناس حائرون في كيفية وطرق تدبير مستلزمات المعيشة الرئيسية كالغذاء والدواء والتدفئة والمواصلات، وفقاً لما قالته لـ “وكالة سنا” السيدة “ماريا” القاطنة في مدينة جرمانا بريف دمشق، مشيرةً بأن تكاليف تحضيرات ومستلزمات العيد شكّلت عبئاً جديداً على أكثرهم، لا سيّما في أسعار كسوة العيد.
وأكّدت السيدة أن الحد الأدنى لسعر قطعة واحدة من الألبسة الرجالية في الأسواق الشعبية يتجاوز 70 ألف ليرة، والقطعة النسائية بنحو 80 ألف ليرة، والقطعة الولادية لا تقل عن 50 ألف ليرة، والحد الأدنى لسعر الأحذية باختلافها يتجاوز 40 ألف ليرة، ما يضع كثير من أرباب الأسر المحتفلة في حالة عجز تام أمام أطفالها.
وتؤكد “ماريا” أن عيد الميلاد منذ 10 سنوات يختلف عن أعياد السنوات السابقة، حيث تستذكر العائلات أبناءهم المعتقلين في سجون نظام الأسد، والذين قتلوا في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث إن نظام الأسد زجهم فيها رغماً عنهم، أو أن أبناءهم صاروا من اللاجئين في الدول الغربية.
منذ سنوات تعيش المكونات السورية كافة واقعاً اقتصادياً متردياً، وسط تجاهل دوائر نظام الأسد لكل أشكال معاناتهم، وتفريغ جهده لتحقيق المصالح الروسية والإيرانية، والتي كان منها تهجير آلاف المسيحيين السوريين جراء استهدافه مناطق تجمعاتهم.
يُذكر أن الميليشيات التابعة لقوات الأسد استهدفت 40 كنيسة في مناطق سورية عديدة، 11 منها في حمص، و11 في ريف دمشق، و5 في حلب، و5 في دير الزور، و4 في إدلب، و3 في اللاذقية، وواحدة في درعا، كما حوّلت بعضها إلى ثكنات عسكرية تنطلق منها عمليات القصف المباشر بحسب بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.