استيقظ أهالي دمشق في اليوم الأول من السنة الجديدة 2022، على خبر فاجعة وفاة شابة في بداية العقد الثاني من العمر، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي ورقة نعوة الشابة المغدورة “آيات الرفاعي” وسط نشر روايات عديدة.
حادثة القتل هذه كشفت مستوى الأخلاق المتدني التي وصلت إليه المراكز الصحية والشرطة في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.
بعد نعي عائلة الفتاة المغدورة ابنتهم دون إشارتهم لسبب الوفاة، سرعان ما تم تداول روايات عديدة متباينة عبر وسائل الإعلام المحلية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها، انتحار الفتاة عبر ضرب رأسها بالحائط، ومقتلها من قبل زوجها المدعو “غياث الحموي”، وتحول الأمر إلى قضية رأي عام.
وفقاً لرواية مشفى المجتهد وسط دمشق، فقد وصلت المغدورة “آيات الرفاعي”، إلى المشفى، في الساعة الحادية عشر من ليلة الأحد 02/01/2022، لكن مصادر عديدة أكدت أن الحادثة وقعت مساء يوم الجمعة، ليلة رأس السنة، الأمر الذي كشف فساد كوادر المشفى، حيث تبيّن أن بعض كادر المشفى حاولوا التستر على الجريمة والاقتصار في التحقيقات، وإخراج الجاني من السجن بشكل مُبكر، لقاء رِشا قدمتها لهم والدة الجاني.
مصدر في المشفى المذكور أكّد لوسائل إعلام محلية، أن تشريح جسد الفتاة المغدورة بيّن وجود كدمات داخلية تُؤكد تعرضها للضرب العنيف، كما أن جسد الفتاة فيه زرقة معممة وعلامات توحي بوفاتها قبل وصولها للمشفى بحوالي ساعتين، علماً أنها تقطن مقابل المشفى تماماً.
وقال المحامي العام الأول في دمشق “أديب مهايني”، ظهر اليوم الثلاثاء 4 كانون الثاني 2022، إنّ تقرير الطب الشرعي أكّد وقوع اعتداء بالضرب على الشابة، وتحديداً على رأسها، من قبل 3 أشخاص، ما أدّى إلى وفاتها.
وسائل إعلام محلية قالت إنّ الجناة اعترفوا بفعلتهم، وتم إحالتهم إلى القضاء، وبحسب مصادر محلية في مدينة دمشق، فقد ألقت الشرطة القبض على المعتدين، وهم زوج الضحية ووالده ووالدته.
المصادر قالت لـ “وكالة سنا” إنّ الفتاة “آيات”، في سن 19 عاماً، كانت تتعرض للضرب المبرح والتعنيف بشكل يومي من زوجها ووالده ووالدته وابن أخيه البالغ من العمر 13 سنة، وكانت تعمل معظم أوقاتها كـ خادمة لعائلة زوجها المكونة من 6 أفراد، كما منعها زوجها من زيارة عائلتها منذ مدة طويلة.
وحول الخلاف الأخير ما قبل الجريمة، قالت المصادر، إنّ الفتاة كشفت علاقة لزوجها مع امرأة أخرى، وأثناء مواجهته بذلك، انتفض زوجها بوجهها، وقام بضربها، وهددها بالانفصال، لكنها توسلت كي لا تصل إلى الطلاق لتبقى قرب طفلتها البالغة من العمر سنة واحدة فقط.
وأكدت المصادر أن زوج المغدورة “الجاني”، عسكري ضمن صفوف نظام الأسد، وتحديداً في ميليشيا “الحرس الجمهوري”.
وطالب ناشطون وحقوقيون بمحاسبة الجناة، إضافةً إلى محاسبة المسؤولين في مشفى المجتهد، وكُل من شارك بمحاولة طمس الحقيقة، وإخفاء الجريمة.
يُذكر أن المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد تشهد انفلاتاً أمنياً، وسط عجز النظام عن فرض الأمن، لا سيّما وأن دوائره الأمنية غالباً ما تكون المسبب الأول لارتكاب الجرائم.