فادي شباط / سنا
يصادف اليوم الذكرى الثامنة لـ “مجزرة شارع علي الوحش” الواقع بين بلدتي “يلدا وحجيرة” بمنطقة جنوب العاصمة دمشق، والتي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية بمثل هذا اليوم من العام 2014.
“محمد دحمان” مدير العلاقات العامة في “اتحاد نشطاء جنوب دمشق” قال لـ “وكالة سنا” إنّ الميليشيات الإيرانية الطائفية الموالية لـ “نظام الأسد” والتي تتخذ من “منطقة السيدة زينب” معقلاً رئيسياً لها، كانت قد أعطت الأمان للعائلات المحاصرة في أحياء “جنوب دمشق” للمرور عبر حواجزها ومغادرة المنطقة المحاصرة.
وأضاف محدثنا، أن الميليشيات غدرت بالعائلات التي توجهت بالآلاف إلى الحاجز هرباً من الحصار، حيث وبعد استقبالهم وتجميعهم قام عناصر الميليشيات الإيرانية بتوجيه الإهانات لهم وضربهم ومصادرة أجهزتهم الجوالة وأوراقهم الشخصية، واعتقلت منهم ما يُقارب 1500 إنسان، فيما تمكن الكثيرون بالفرار والعودة إلى المنطقة المحاصرة، مؤكداً بأنه حتى اليوم لم يُسمع أي خبر عن المفقودين كافة جراء تلك الحادثة المؤلمة.
وأشار “الدحمان” أن الميليشيات الإيرانية سمحت بعبور عدد محدود من الأهالي المحاصرين بشكل آمن، قبل يوم المجزرة، لهدف نجاح الكمين وإيقاع أكبر قدر ممكن من الأهالي المكلومين في اليوم التالي، وقد حققت هدفها بسبب صعوبة إقناع العائلات بعدم محاولة العبور جراء صعوبة الوضع المعيشي واستحالة تأمين الغذاء والدواء، لا سيّما بعد أن تضاءلت مساحة المنطقة، حيث تمكنت عصابات نظام الأسد من احتلال بلدات متاخمة عديدة كـ “السبينة والذيابية والحسينية والبويضة والبهدلية وعقربا” قبل إطباق وإحكام الحصار.
ويُرجح مُهجرو منطقة جنوب دمشق بأن تكون الميليشيات الإيرانية قد أحرقت المفقودين، وقامت بدفنهم في مقابر جماعية بالقرب من منطقة السيدة زينب، لا سيّما في منطقة نجها بريف دمشق، حيث تواترت أنباء “شبه مؤكدة” عقب المجزرة، مفادها قيام الميليشيات الإيرانية بحرق عدد كبيرة من الجثامين بعد التفنن بعملية قتلهم.
وتعرضت أحياء “الحجر الأسود – التضامن – العسالي – القدم” وبلدات “يلدا – ببيلا – بيت سحم” و “مخيم اليرموك”، في منطقة جنوب دمشق، بمنتصف عام 2013، لحصار خانق مصدره ميليشيات الأسد الإجرامية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ” والميليشيات الإيرانية الطائفية.
جراء الحصار فُقدت كافّة المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الأطفال من الأسواق، ووصل سعر كيلو الأرز الواحد حينها لحوالي 17 ألف ليرة سورية، بنحو أكثر من 70 دولاراً أمريكياً، وفقاً لسعر الصرف آنذاك.
وتوفي جراء الحصار أكثر من 200 إنسان، غالبيهم أطفال ونساء وكبار بالسن، نتيجة فقدان الحدود الدنيا من الغذاء والدواء.
وتُعتبر مجزرة “شارع علي الوحش” جريمة حرب كونها تُعد خرقاً واضحاً لـ “القانون الدولي الإنساني”، و”القانون الدولي لحقوق الإنسان”، و”مدونة ليبر”، و”ميثاق روما لمحكمة الجنايات الدولية”.
يُذكر أن قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية والدفاع الوطني و”حزب الله” اللبناني و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – لقيادة العامة”، ارتكبت بين آذار 2011 ومنتصف 2018 أكثر من 10 مجازر دامية في منطقة جنوب دمشق.