أجرى رئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، مؤتمراً صحفياً لإطلاع السوريين ووضعهم بصورة ما يحدث من محاولات لحرف مسار العملية السياسية عن جوهرها وهو الوصول إلى انتقال سياسي كامل في البلاد.
وفي بداية المؤتمر، دعا العبدة جميع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة العاجلة لأهلنا في المخيمات الذي يعانون بسبب عواصف الثلج التي ضربت خيامهم في الأيام القليلة القادمة، ولأهلنا من اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة وخاصة في عرسال، وقدّم الشكر لجميع المنظمات السورية العاملة من أجل مساعدة المتضررين وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم.
وأكد العبدة على أن هناك خطراً حقيقياً يستهدف العملية السياسية وجوهرها وهو الانتقال السياسي، مضيفاً أن السياقات التي تحصل الآن لدول محسوبة على النظام، تسعى لتمييع العملية السياسية وحرفها عن غايتها.
وأكد على أن القرار الدولي 2254 هو خارطة طريق لتطبيق الانتقال السياسي الكامل في البلاد، وإن أي عملية لا تصل إلى هذه الغاية فلا مكان لهيئة التفاوض فيها.
وانتقد العبدة الصمت المطبق من الدول الفاعلة في الملف السوري والأمم المتحدة على التصريحات الروسية الأخيرة وتدخلها الفاضح بشؤون السوريين، إضافة إلى عدم الرد من قبل المبعوث الأممي جير بيدرسون على التصريحات التي نسبت إليه بشكل مباشر.
وأشار إلى أنه التقى المبعوث الأممي قبل عدة أيام في العاصمة القطرية الدوحة، حيث نفى بيدرسون جميع تلك الأقاويل على أن الأطراف السورية لا تتحدث عن تغيير النظام، مضيفاً أنه طالب خلال اللقاء بتثبيت أول بند في المحضر بموقف هيئة التفاوض وهو أنها متمسكة بتطبيق كامل القرار الدولي 2254، وتحقيق الانتقال السياسي الذي يلبي طموحات الشعب السوري.
وشدد العبدة على ضرورة عدم خوض الأمم المتحدة في أي طرح لا يخدم العملية السياسية أو تطبيق القرار 2254، وأضاف أنه لا حل سياسياً بدون انتقال سياسي وهو أمر هام يقع على عاتق الأمم المتحدة.
وجدد رئيس هيئة التفاوض المطالبة بفتح المسارات التي يتضمنها القرار 2254 وعدم الاكتفاء بمسار اللجنة الدستورية، متسائلاً عن الأسباب التي منعت الأمم المتحدة من القيام بذلك، وطالب بتوضيح الأسباب أمام السوريين بشفافية.
واستنكر العبدة إحجام الأمم المتحدة عن فتح بقية مسارات القرار 2254 والقيام بدلاً من ذلك بطرح منهجيات جديدة غير واضحة وغير محددة مثل طرح “خطوة بخطوة” الذي يؤدي إلى تمييع القرار 2254، محذراً من أن هكذا سلوك قد يؤدي إلى شرعنة النظام، وداعياً الأمم المتحدة إلى مراجعة منهجيتها.
كما شدد العبدة على أهمية الثبات والتمسك بمواقف الثورة السورية، مشيراً إلى أن الثورة لديها أرض وقوة عسكرية وحوكمة واقتصاد، وهو ما يعطينا القدرة على التمسك والاستمرار بمطالبنا من أجل إفشال جميع محاولات تمييع العملية السياسية وجوهر القرارات الخاصة بالشأن السوري.
وقال العبدة: نرفض أنصاف الحلول وإن سقوط النظام هو حتمية تاريخية، وإن الأمانة كبيرة، وعهدنا الذي قطعناه مستمرون فيه، لا تنازل حتى إسقاط نظام الأسد الذي دمر سورية.
المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري