محمد الهادي | وكالة سنا
خلال جولة إلى أحد مخيمات ريف إدلب، كان أطفال المخيم يلعبون بالرغم من عدم وجود وسائل متاحة، هرباً من ضيق الخيمة إلى سعة العراء. في تلك الأثناء كان الطفل حسين يقف جانباً دون أن يشاركهم أو يتفاعل معهم بأي شيء.
توجهت إلى خيمة الطفل فلم أجد سوى فتاة صغيرة داخل خيمة مهترئة. مضت بضع دقائق فأتى خال حسين ليخبرني أن والد “حسين” و “سيرين” قد قتل بقصف جوي على بلدتهم “الكسيبة” وأن الأم خرجت في رحلة متكررة للبحث عن الدواء.
حسين وسيرين شقيقان سوريان نازحان يسكنان في مخيمات ريف إدلب الشمالي على الحدود السورية التركية ضمن أوضاع مأساوية. يعانيان من ضمور في الدماغ مع نقص في مادة “الكلس”، هكذا أخبرنا خالهم.
دقائق ثم دخلت الأم، لكنها لا تحمل سوى أوراق مكتوب عليها أسماء الأدوية، تقول إنها لم تحضر الدواء لأنها فشلت في تأمين ثمنه هذه المرة.
كلمة، كلمتان، ثم تبكي من عجزها وتنصرف بعيداً.
عادت الأم وقالت لنا إنها تعيش مع طفليها في خيمة واحدة بدون معيل، وإن طفليها بحاجة إلى دواء غالي الثمن وغير متوفر في المراكز الصحية المجانية، تبحث في كلّ مرة عن أحد يقرضها ثمن الدواء لتشتري ما تيسر لها شراؤه على حسب ما جمعت من النقود.
تقول أم حسين إن عمر سيرين وصل إلى 7 أعوام، وحسين 5، ومع ذلك لا يتكلمان بأي حرف، نتيجة المرض الذي أصيبا به، مع عجز الأم عن تأمين العلاج اللازم، في حين يشتكي حسين من مشاكل في عينيه أيضاً.
وأضافت أن الأولاد لا يتلقون أي كفالة أيتام، أو خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، ليكون العبء كاملاً عليها.
رحلة نزوح وأوضاع مأساوية:
يقول “أبو يوسف” المسؤول الإداري عن مخيم “بني خزاعة” قرب بلدة كللي بريف إدلب، والذي يحوي عائلة أم حسين وعائلات أخرى: “المخيم يعاني أوضاعاً مأساوية كبيرة، نتيجة الفقر المدقع المنتشر لدى العائلات جميعها، إذ إنها لا تصل إلى حد الفقر من سوء وضعها، نزحت جميع العائلات من ريف حلب الجنوبي بعد أن هاجم نظام الأسد المنطقة وسيطر عليها”.
ويضيف: “تسكن أم حسين بيننا، لكن لا نستطيع تقديم أي شيء لها، بسبب فقر العائلات هنا وعدم قدرتهم على تأمين قوت يومهم”.
ويكمل: “هنا نحتاج إلى أدنى مقومات العيش، العائلات هنا غير قادرة على شراء الخبز بعد غلائه وغياب المنظمات الداعمة له عن المخيم”.