قال رئيس هيئة التفاوض السورية (بدر جاموس): إن المعارضة جاهزة للتشاور مع الرياض للدفع بالملف السوري على قاعدة الحل السياسي، وذلك في حوار لصحيفة “عكاظ” أمس (الجمعة).
وثمن جاموس دور السعودية في دعم المعارضة السورية، مشيراً إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة له أياد بيضاء في دعم اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان.
وأضاف رئيس هيئة التفاوض خلال الحوار أن نظام الأسد “لن يخرج من العباءة الإيرانية مهما ادعى، متهماً النظام الإيراني بتدمير المجتمع السوري وتشريد وارتكاب المجازر ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل في سورية”.
وأكد جاموس وجود مشروع من أجل إعادة تفعيل هيئة التفاوض السوري وعنوانه “ترتيب البيت الداخلي”، مشيراً إلى أنه “لا بد من تنازلات داخل قوى المعارضة للوصول إلى جسم سياسي قوي وموحد”.
وصرح جاموس خلال حواره إلى أن برنامجه الانتخابي كان وفق ثلاثة محاور، وهي: ترتيب البيت الداخلي، والتحرك على المحور العربي، ووحدة السوريين من أجل الظهور المتماسك أمام الدول العربية والمجتمع الدولي، وأضاف: “نعول في هذا البرنامج على الدور السعودي في المرحل القادمة”.
وحول دور السعودية في الملف السوري، قال جاموس “إن المملكة العربية السعودية هي أولوية بالنسبة لنا، خصوصاً أن هيئة التفاوض مقرها الرياض، ونحن جاهزون للتشاور مع المملكة لوضع بوصلة سياسية بالتعاون مع الدول المهتمة بالملف السوري ومنها تركيا، خصوصاً في هذه المرحلة الإيجابية على مستوى العلاقات العربية التركية”.
وخلال الحوار أشاد رئيس الهيئة بالدور السعودي في الملفين الإنساني والسياسي، قائلاً: “حتى الآن بلغت مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من 327 مليون دولار للاجئين السوريين في كل القطاعات الصحية والإيواء والتعليم والأمن الغذائي، فيما بلغ عدد المشاريع ما يقارب 256 مشروعا، وهذا النوع من الدعم يحظى باحترام كل الشعب السوري”.
وحول مشاركة نظام الأسد في حكومة مشتركة أكد أن هذا الأمر مرفوض إذ “لم يعد مقبولاً بعد كل هذه التضحيات للشعب السوري والقتل والتشريد أن يقبل أي معارض سوري بهذا الطرح”.
وفيما يتعلق بالدور الإيراني في سورية أكد جاموس أن إيران لا يمكنها أن تكون جزءاً من الحل موضحاً أن إيران دمرت سورية، وكذلك ميليشيا حزب الله وغيرها، وقال: “من هنا نتطلع إلى الدور العربي والخليجي من أجل التخلص من النفوذ الإيراني في سورية”.
وأجاب جاموس عند سؤاله على الحوار مع ميليشيا قسد بقوله: نحن مستعدون للحوار مع أي طرف وفق قواعد مشتركة وهي: الحوار مع طرف سوري حقيقي وليس مع مليشيات من خارج سورية مثل حزب العمال الكردستاني، الأمر الآخر أن يكون هناك إعلان حقيقي من «المليشيات الإرهابية» (قسد) على فك ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني المصنف دولياً على قائمة الإرهاب، وهنا دعني أقول إنه لا يمكن الحوار مع قيادات غير سورية. فهل يمكن الحوار مع شخص غير سوري حول مستقبل سورية؟”.
وأضاف: “الأمر الثالث؛ إعلان موقف واحد من النظام، خصوصاً أن هذه الميليشيات على تواصل وتنسيق دائم مع النظام السوري، فهل يمكن أن نتوحد مع قوى على تواصل دائم وزيارات مع النظام السوري”، وفق ما نقل صحيفة “عكاظ”.
وحول وضع الملف السوري الحالي قال جاموس إنه أُعيد الاعتبار للملف السوري بعد الحرب الروسية الأوكرانية، موضحاً عودة الاهتمام الدولي الإيجابي، ومبيناً أنهم سيبذلون جهدهم للعمل على بناء أكبر تحالف من الدول والعمل داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة في سبيل إنهاء مأساة السوريين.
ووضح رئيس الهيئة: “لا يجب أن يبقى النظام السوري ممثلاً في الأمم المتحدة ويتحدث باسم السوريين”.
يذكر أن هيئة التفاوض السورية انتخبت في حزيران الفائت عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني “بدر جاموس” رئيساً للهيئة خلفاً لأنس العبدة.