فادي شباط | وكالة سنا
تراجعت خلال السنوات الماضية غزارة المياه بشكل غير مسبوق في عدد كبير من ينابيع ومحطات المياه بمختلف مناطق محافظة درعا جنوبي سورية.
مستوى انخفاض الغزارة في ينابيع الأشعري والوادي، وصل إلى ما دون 800 متر مكعب بالساعة إلى الصفر، وجفّ نبع المزيريب بشكل كلي بعدما كانت غزارته تقدر بنحو 1600 متر مكعب بالساعة، كما توقف نبع زيزون بعدما كانت غزارته 100 متر مكعب بالساعة.
وتراجعت الغزارة من 1700 متر مكعب بالساعة إلى 1200 متر في النعيمة وكحيل ومعربة التي تغذي مدينة درعا وبلدات وطفس وعتمان واليادودة والمعلمة وصيدا والطيبة وأم المياذن ونصيب والسهوة وكحيل وغصم وبصرى والغارية الغربية والشرقية والكرك.
وانخفضت غزارة عين الساخنة من 200 متر مكعب بالساعة إلى 30 متراً مكعباً، ونبع عين ذكر من 250 متراً مكعباً بالساعة إلى 80 متراً مكعباً، والحارة من 100 متر مكعب بالساعة إلى 10 أمتار، وغصم من 75 متراً مكعباً بالساعة إلى 25 متراً.
تُعرف محافظة درعا بغزارة ينابيعها وتوفر مياه الشرب فيها على مدى سنوات طويلة، إلا أن المستويات المنخفضة تُنذر باقتراب جفاف قد يطال كافة مناطق محافظة درعا، ويهدد بكارثة إنسانية.
مصادر محلية في درعا قالت لـ “وكالة سنا”: إن أسعار صهاريج المياه ترتفع بشكل تدريجي، حيث وصل سعر خزان سعة 1000 ليتر فقط إلى ما بين 15 و20 ألف ليرة سورية، ما شكّل عبئاً إضافياً على سكان المحافظة وسط انخفاض القدرة الشرائية وتراجعها.
وتُعد عيون العبد والساخنة الكبرى والصغرى ونبع المزيريب ونبع زيزون، هي المزودة بشكل رئيس لسد احتياجات مياه الشرب في مناطق مختلفة من المحافظة، والتي تصلها إمدادات المياه حالياً من ينابيع وادي الهرير.
انخفاض كميات الأمطار في السنوات الماضية، وحفر الآبار بشكل عشوائي بأعماق تصل إلى 250 متراً، انعكس بشكل كبير على مناسيب المياه الجوفية وغزارة الينابيع، ما أثر على مياه الري وأدى لعجز بمياه الشرب، وفق ما قال لـ “وكالة سنا” أحد موظفي محطة مياه درعا، رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية.
وأكد محدثنا أنه حتى اللحظة تغيب الإجراءات الرسمية الاحترازية والخطوات المطلوبة لوقف استنزاف المياه الجوفية ومعالجة ظاهرة الآبار الزراعية المخالفة ووقف الحفر المخالف والعشوائي، وإنشاء محطات معالجة للمياه الراجعة من الصرف الصحي، والاستفادة منها في الزراعات الممكنة، وإعادة النظر بالخطة الزراعية السنوية على الآبار.
يُذكر أن منظمات دولية عديدة حذّرت في شهر آب العام الماضي، من أن ملايين الأشخاص في سورية والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.