أصدرت لجنة التحقيق الأممية المستقلة بخصوص سورية تقريرها، مؤكدة استمرار انتهاكات نظام الأسد بحق السوريين، وارتكابه المجازر بالتعاون مع روسيا والميليشيات الأخرى.
وقالت اللجنة في تقريرها اليوم الأربعاء: إن السوريين يواجهون معاناة متزايدة ومصاعب ناجمة عن العواقب المميتة للحرب التي دامت أكثر من عقد من الزمان، حيث يعاني الملايين ويموتون في مخيمات النازحين، بينما تزداد ندرة الموارد ويزداد إجهاد المانحين.
وأضافت اللجنة أنه لا تزال روسيا تدعم النظام بنشاط، لا سيما فيما يتعلق بالغارات الجوية التي قتلت مدنيين، مشيرة إلى أنه وقعت هجمات في ريف حلب الشمالي أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 92 مدنياً.
ونبهت إلى أنه لا يزال عشرات الآلاف من السوريين مختفين قسرياً أو مفقودين حتى الآن، دون أن يكشف نظام الأسد عن مصيرهم أو يوضح لذويهم.
وأكدت أنها وثقت عمليات اعتقال من قبل نظام الأسد في سورية لسوريين عادوا إلى ديارهم، إضافة إلى أن العديد من السوريين لا يتمكنون من العودة بسبب مصادرة ممتلكاتهم من قبل نظام الأسد، أو خوفاً من الاحتجاز التعسفي .
ولفت التقرير إلى أن روسيا تدعم نظام الأسد بنشاط، لا سيما فيما يتعلق بالغارات الجوية التي قتلت مدنيين واستهدفت مصادر الغذاء والمياه، بما في ذلك محطة مياه معروفة تخدم أكثر من 200000 شخص.
وأشارت اللجنة إلى أنه في الأسبوع الماضي فقط، تسببت غارات جوية جديدة في سقوط المزيد من القتلى والجرحى في محافظة إدلب، والتي تخضع حاليًا للتحقيق.
وأضاف التقرير أن العائلات التي تعيش في مناطق الخطوط الأمامية تتحمل العبء الأكبر من القصف الأرضي لنظام الأسد في هذه المناطق، حيث سجل التقرير مقتل أطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة، وقتل رجال أثناء توجههم إلى متاجرهم، و قُتلت عائلة بأكملها أثناء تجمعهم خارج منزلهم لتناول شاي بعد الظهر.
وذكر التقرير استمرار أنماط الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة التي تُرتكب في سجون نظام الأسد، في وقت لا يزال عشرات الآلاف من السوريين مختفين قسريًا أو مفقودين حتى الآن.
وأشارت اللجنة إلى أنها تلاحظ أن بعض الدول المجاورة تضع خططًا ملموسة للعودة الجماعية للاجئين السوريين، مؤكدة أن تلك العمليات يجب أن تكون اختيارًا وأن تتم بطريقة آمنة وكريمة وطوعية، لا عن طريق الترحيل القسري.