أكدت منظمة الصحة العالمية أن الحصيلة النهائية لأعداد القتلى والمصابين في زلزال سورية كانت صادمة، حيث كانت مقابل كل إصابتين ناجيتين عن الزلازل، حالة وفاة واحدة، وهي نسبة عالية في حالات مشابهة.
وبحسب المنظمة فإنه “في الحوادث عادة مقابل كل وفاة تحدث ما بين إصابتين إلى أربع إصابات، أما في سورية، بلغ معدل الإصابة ضعف عدد القتلى”.
وأضافت أنه “بالرغم من قرب مركز الزلزال من أماكن إقامة السكان المتضررين، أرجعت المنظمة أسباب ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة عوامل رئيسية أخرى أسهمت في ذلك، وهي هشاشة المباني السكنية، ويشمل ذلك نوع البناء وجودة المواد الداخلة في بنائه، والكثافة السكانية، وقدرة فرق البحث والإنقاذ”.
وأشارت إلى أنه “احتاجت فرق البحث والإنقاذ في سورية إلى الدعم في الساعات والأيام الأولى من الاستجابة، وفق المنظمة، وهو ما يتقاطع مع مناشدات “الدفاع المدني” في شمال غربي سورية للحصول على الدعم في الأيام الأولى، دون استجابة دولية أو أممية”.
وأفاد البيان أن كل ساعة تمر بعد وقوع الزلزال تعد مهمة للغاية، إذ في الساعات الست الأولى، تقترب نسبة العثور على شخص مصاب بإصابات خطيرة لحوالي 60%، في حين تتضاءل هذه النسبة إلى أقل من 10% بعد مرور 48 ساعة على الزلزال.
وأوضح البيان أنه “تقع إصابات هرس لنحو 20% من الضحايا نتيجة الحصار تحت الأنقاض، وحتى إن أنقذ الشخص المحاصر، فإن الوفاة قد تحدث بسبب فشل أحد الأعضاء لاحقًا، وهو ما يسمى (متلازمة الهرس)”.
وبعد عدة أيام أو أسابيع من وقوع الزلزال، يتوفى المصابون بالإنتان والفشل في أعضاء متعددة جرّاء إصاباتهم، بالإضافة إلى المصابين بإصابات شديدة، إذ إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري وأمراض القلب، يواجهون خطرًا أكبر للوفاة نظرًا لانقطاع الأدوية والرعاية الحيوية عنهم.
وبحسب النتائج، التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية، فإن الكوارث مثل الزلازل، تسفر عن وقوع نسبة “هائلة” من الوفيات والإصابات الناجمة عن الإصابات الشديدة، ومن بين تلك الإصابات، تبرز الكسور التي تشكل نحو ربع الإصابات، وتؤثر 74% من تلك الإصابات على الطرف السفلي للمصاب.
يذكر أن الأمم المتحدة تقاعست بشكل كبير عن تقديم المساعدات للسوريين عقب كارثة الزلزال، وتأخرت مساعداتها حتى وصلت إلى السوريين تحت ذرائع وحجج مختلفة، في حين هرعت إلى تقديم مساعدات إلى نظام الأسد.