21.4 C
Damascus
الثلاثاء, أبريل 30, 2024

في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء… الدعم النفسي للأطفال السوريين حاجة ملحة في المجتمع السوري

حسام الراعي | مقال رأي
مشرف إدارة حالة في المنتدى السوري – أعزاز

في ظل استمرار الحرب في سورية تزداد صعوبة الظروف التي يعيشها السكان في شمال سورية نتيجة الفقر ونقص الاحتياجات الأساسية، حيث تتأثر أغلب الفئات بذلك، ولكن تبقى الفئات المستضعفة الأكثر تأثراً بذلك هم الأطفال، حيث يضطر كثير من الأطفال لتحمل مسؤوليات البالغين في تأمين الخبز ومستلزمات المعيشة في أغلب الأحيان لعائلاتهم وذويهم، مما يضطرهم لترك التعليم والدخول ضمن أعمال وأدوار لا تتناسب ابداً مع مراحلهم النمائية، والأكثر من ذلك يقعون ضحية الاستغلال المادي، ويتعرضون للعنف بأنواعه في أماكن عملهم، وقد يكون التسول وجمع القمامة من الأعمال المنتشرة بين فئات الأطفال شمال سورية وإدلب، ولنفس الأسباب قد تضطر الإناث للعمل في الأراضي الزراعية والمشاغل مقابل أجر مادي قليل لا يتناسب مع تعبهم، وتقع بعضهن فريسة الاستغلال والاعتداء الجنسي، مما يجعل معظمهن تقبل الزواج بعمر مبكر، هذا إن لم يجبرهم أهلهم على ذلك للتخلص من مصاريفهم، بحيث أصبحت هذه الظروف الإنسانية بصورة عامة من الأمور الطبيعية في المجتمع السوري ككل، وعرف يتبعه معظم السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر لموائمة ظروفهم المعيشية.

ولا شك أن متابعة الاطفال لتعليمهم يقيهم من مخاطر وشواغل حماية كثيرة، ويجعلهم في بيئة مناسبة لتطورهم النمائي، حيث يصلون لسن الرشد، ويكون لديهم شخصية مستقلة، ويؤخر كذلك تعليم الإناث من الزواج المبكر لديهم، بحيث يجب العمل بشكل حثيث على ملف التوعية المجتمعية لدى الأهل وحثهم على السعي الجاد لمتابعة تعليم أطفالهم وإرسالهم للمدارس ومراكز دعم وحماية الأطفال، وأن يكونوا حريصين على صحتهم النفسية وتجنيبهم بشكل أساسي التعرض لظروف الحياة القاسية.

ومع الظروف التي عاشها الأطفال ويعيشونها يومياً تبرز تلك الظروف كعوامل مفجرة للاضطرابات والمشاكل النفسية، مما يجعل الوقاية منها ضرورة ملحة للمجتمع والأهل على حد سواء، ومما زاد من تلك الحاجات النفسية وضرورتها الزلازل التي حدثت في سوري، الذي كان السبب لانفجار كثير من المشاكل والاضطرابات لدى الأطفال، هذا غير ما خلفه الزلزال من صدمات نفسية وإعاقات لديهم، “مما زاد الطين بلة” كما يقول المثل العامي، وبالتالي لا بد من أن تكون تلك الخدمات تشمل جميع الأطفال سواء كدور وقائي أو علاجي لهم.

وتلعب خدمات الدعم النفسي التي تقدمها مراكز الحماية الدور الكبير في تخفيف المشاكل النفسية لدى الأطفال، وكذلك توعيتهم بقضايا الحماية المختلفة وتوفر لهم مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، وكذلك إحالتهم للخدمات الضرورية في حال اقتضت الحالات ذلك، ولا ننسى البرامج الوالدية التي تقدم لذوي الأطفال، مما يجعل دور مراكز الحماية يصل للمنزل، ويجعل الأهل يدرك مخاطر وسلبيات التعامل الخاطئ مع الأطفال ويطور طرقهم بالتربية، ولكن لا بد من التنويه لقلة تلك المراكز وعدم استيعابها لأعداد كبيرة من الأطفال وتنوع وازدياد حاجات الأطفال، وخصوصاً بعد الزلزال، وبالتالي لا بد من زيادة تلك المراكز وتوسيع خدماتها لتشمل أكبر شريحة من الأطفال وتطوير تلك الخدمات وتحديثها باستمرار للتصدي لشواغل الحماية المتزايدة لدى الأطفال.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار