خاص | وكالة سنا
تزداد مخاطر وباء الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية، مع ارتفاع درجات الحرارة، تزامنًا مع الضعف في الاستجابة الإنسانية للقطاع الطبي، فقد أعلن أمس الاثنين 31 تموز، برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، عن تسجيل ثلاث إصابات جديدة بالكوليرا في شمال غربي سورية، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 878 إصابة.
ازدياد الإصابات
دريد الرحمون مسؤول ملف الكوليرا في مديرية الصحة بإدلب، قال لوكالة سنا: “هناك حركة تصاعدية بعدد الحالات المصابة بالوباء في كل يوم، خصوصًا في فصل الصيف الذي يعتبر بيئة مناسبة لانتشار هذا المرض، إضافة لوجود المخيمات التي لا تمتلك نظام صرف صحي متكامل، فالوباء ما يزال موجوداً وبانتشار متزايد”.
وأضاف الرحمون “لا زالت الجهود الصحية متواصلة في الحد من انتشار الوباء من خلال مراكز العزل الصحية، والمتابعة اللصيقة بالتعليمات الصحية، وتقديم المياه النظيفة، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة تحد من انتشار المرض بشكل سريع، إلا أنه غير كافٍ.
ونبّه الرحمون إلى أن القطاع الطبي في الشمال السوري بحاجة لمشاريع ضخمة لمكافحة الكوليرا، كما أشار إلى ضرورة وجود مراكز نوعية للمعالجة، فلا يوجد في إدلب وغرب حلب سوى أربعة مراكز قيد العمل، وهو ما يسبب صعوبة بالعمل في حال ازدياد عدد الإصابات عن المتوقع.
وأشار الرحمون، إلى أن إيقاف تقديم المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى إلى الشمال السوري، بالتأكيد سيؤثر بشكل أو بآخر على القطاع الإنساني ككل في المنطقة وخصوصًا الطبي، الذي يحتاج لاستجابة مباشرة.
وعملت مديرية الصحة بإدلب على إنشاء 8 مراكز إماهة فموية (ORS) للحالات البسيطة، ويوجد أربعة مراكز قائمة تستقبل المرضى بسعة 120 سريراً، ونسبة إشغالهم تصل ل20 % من عدد الأسرة، مع وجود اختصاصيين لمتابعة هذه الحالات وعلاجها.
كما شهدت المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً بالإصابات بمرض الكوليرا، بعد أن كانت تتراوح بمعدل أربع إصابات أسبوعيًا، وازدادت النسبة لتصل إلى 12 إصابة يوميًا، كما ازدادت نسبة إشغال المراكز المفتتحة لعلاج المرض إلى ستة أضعاف.
لقاح الكوليرا
وكان قد أنهى “فريق لقاح سوريا” حملته الثانية من تطعيم لقاح الكوليرا في مناطق شمال غرب سورية في الشهر السابع من العام الحالي، في إطار السعي للحد من انتشار هذا الوباء، فقد تم تطعيم مليون و37 ألف شخص باللقاح.
وبحسب عبد القادر دوشية مشرف “فريق لقاح سوريا” بإدلب، فإن الحملة جاءت استكمالاً للمرحلة الأولى في المناطق التي ضربها الزلزال شمال غرب سورية، وهي الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأضاف، شملت الحملة التي استمرت لمدة عشرة أيام، مناطق رئيسة في إدلب، في كل من حارم، سلقين، أرمناز، قورقانيا والجزء الشمالي والغربي من جسر الشغور، إضافة إلى مناطق في ريف حلب في كل من الباب، عفرين، جنديرس، والأتارب.
كما عمل الفريق ضمن خطته على استهداف “مليون و200 ألف نسمة” للأعمار من سنة فما فوق، في المناطق المحددة وفق خطة الاستهداف، وهي الحملة الثانية التي أطلقها “فريق لقاح سوريا”، ففي الحملة الأولى تم استهداف “مليون و750 ألف نسمة”، من أصل ما يقارب من “4.1 “مليون شخص يعيش في شمال غرب سورية.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية عملت بالتعاون مع مديرية صحة إدلب على نشر الوعي فيما يتعلق بالكوليرا، وتقديم مساعدات إنسانية تعزز النظافة الشخصية للسكان، وتوفير عيادات متنقلة، إضافة لعمل “فريق لقاح سوريا”.
والكوليرا مرض جرثومي خطير ينتشر بشكل رئيسي عبر الأطعمة والمياه الملوثة، كما ينتشر في المناطق المكتظة بالسكان، وفي المخيمات العشوائية التي تفتقد للخدمات الصحية، والتي تعد بيئة غير صحية تساعد على انتشار المرض.
أسباب الانتشار
قال الطبيب عدنان طالب مسؤول شبكة الإنذار المبكر في وحدة تنسيق الدعم، إن حالات الإصابة بالكوليرا تزايدت بعد زلزال 6 شباط الذي ضرب مناطق تركيا وسورية، الذي سبب عدم وصول مياه شرب بشكل كافٍ للناس، كما أن الأجواء الحارة في موسم الصيف كان لها الأثر في ازدياد الإصابات، إضافة لقوالب الثلج الملوثة وغير المراقبة، واستخدام الآبار الخاصة بشكل كبير، وسقاية المزروعات من مياه الصرف الصحي.
وأضاف في حديثه للوكالة السورية للأنباء، أن التدخلات تحصل على كل المستويات تحت مظلة “WHO”، فشبكة الإنذار المبكر مسؤولة عن ترصد ومراقبة الحالات والمخابر ومراقبة مصادر المياه، بالتعاون مع مديريات الصحة والمجالس المحلية والمنظمات العاملة في الداخل.
وعن آخر الاحصائيات، قال الطبيب عدنان طالب إن عدد الحالات المشتبه بها بوباء الكوليرا بلغت 117 ألف و195 حالة، و24 حالة وفاة، آخرها الأسبوع الماضي من شهر تموز الحالي، وبمعدل 878 عينة إيجابية، حتى تاريخ 30 تموز من العام الحالي.