16.3 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

هل بداية النهاية بانت خيوطها في سورية؟

وكالة سنا – خاص

“القرار اتخذ بإنهاء نظام بشار الأسد وطرد إيران من سورية”، هكذا استهل الكاتب اللبناني “جورج أبو صعب” مقاله الذي نُشر في موقع “القوات اللبنانية”، موضحاً في المقال مجموعة من الأدلة التي أوصلته لهذه النتيجة.

المعلومات كثيرة -حسب الكاتب- وجميعها تتقاطع حول تجمع ظروف إقليمية ودولية، بدأت تعابيرها تمتد من أقاصي أوكرانيا، مروراً بإفريقيا والشرق الأوسط وصولاً إلى آسيا الوسطى فبحر الصين.

لم يكن لموسكو أن تتحرك في إفريقيا لانتزاع دول أساسية فيها من السيطرة الأميركية والفرنسية، لو لم تتيقن أنّ أوراقها في الشرق الأوسط وتحديداً في سورية بدأت تحترق.

فهناك أنباء عن وصول حاملات الطائرات الأمريكية ومقاتلات”f 35 و 25 و22 و16” إلى البحر المتوسط باتجاه سورية، ومعها “أبراهام لينكولن” و” جورج واشنطن” وفرقاطاتهم النووية والقوات الخاصة وقاذفات.

وكما يرى الكاتب أنّ الإدارة الأمريكية لديها أوراق قوّة في المنطقة تريد الاستفادة منها واستغلالها في الانتخابات القادمة وخاصة بعد تراجع شعبية الديمقراطيين، وأنّ بايدن بحاجة لتحقيق إنجاز كبير يعيده لسدة الحكم.

وأنّ البيت الابيض الديمقراطي لم يعد لديه شيء يخسره أو يستمهل نفسه عليه مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، وخاصة بعد قطع العلاقات مع إيران بعد التعثر بملف النووي، وقطعها مع روسيا بعد الحرب الأوكرانية.
وختم مقاله بقوله “لا أحد يدري متى تدق ساعة الصفر لكن المؤكد أنّ انطلاق العمليات وشيك، ومن المتوقع ألّا تبدأ الحملات الانتخابية للرئيس “جو بايدن” في شهر آذار المقبل، إلا ويكون الوضع في سورية قد تغيّر أو على وشك التغير، في ظل الإعداد لشخصيات سياسية ستتولى إدارة الدولة بعد رحيل الأسد ونظامه”.

وتشهد مناطق شرق سورية تحركات أمريكية نشطة بالتوازي مع تحركات روسية-إيرانية. ورغم أن المنطقة لم تكن بعيدة عن مناخ التوتر بين هذه الأطراف طوال السنوات الماضية، فإنه كانت هناك في الغالب آليات مشتركة استطاع من خلالها الأمريكيون والروس تجنُّب الصدام بينهما، كما أن العمل الإيراني ضد القوات الأمريكية ظلّ ضمن حدود معينة، في حين يبدو أن التوتر في هذه المرحلة يتجاوز قواعد الاشتباك المعمول بها في المنطقة، الأمر يُنذِر بتصعيد وشيك في منطقة تُصنَّف بأنها خطرة نتيجة تداخُل مناطق نفوذ اللاعبين.

نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريراً في نهاية الشهر الفائت أكدّ أن الولايات المتحدة نقلت معدات عسكرية ولوجستية كانت موجودة داخل العراق إلى قواعدها في سورية.

ونسب الموقع الروسي لمصادر قولها إن قوافل عسكرية أمريكية قادمة من العراق عبرت منفذ الوليد الحدودي ودخلت محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، مشيراً إلى أن تلك القوافل ضمت مدرعات عسكرية وعدداً كبيراً من الجنود الأميركيين.

كما نُقل عن المصادر نفسها قولها إنّ عدد الجنود الأمريكيين في سورية ارتفع من (500) جندي إلى (1500) منذ 15 يوليو/ تموز الفائت.

وكالة سنا حصلت على تصريح من العميد السوري المنشق عن قوات النظام “عبد الباسط عبد اللطيف” عضو الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني، أكدّ فيها أنّ هناك حالة من التسخين العسكري بالآونة الأخيرة بين قوات التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية والمتركزة شرق الفرات من جهة، وما يقابلها من ميليشيات إيرانية وقوات الأسد غرب الفرات، وقد عَمد الطرفان إلى القيام بتدريبات عسكرية في الفترة الماضية ضمن مناطق سيطرتهما، والزج بعناصر وقوات وأسلحة جديدة إلى المنطقة.

وشارحاً جغرافية المنطقة “يقوم نهر الفرات ضمن الأراضي السورية بالفصل بين منطقتين عسكريتين شرقه وغربه، وتعتبر قاعدة “الباغوز” والتي تقع شرق الفرات آخر نقطة على الحدود السورية العراقية، ويقابلها على بعد أمتار قليلة مقرات المليشيات الإيرانية غرب الفرات.

وحالة الاحتكاك العسكري بين الطرفين مستمرة وأهداف كل منهما متباينة، فالأمريكي يرغب بالبقاء بالمنطقة دون أي تهديد لوجوده وقواعده شرق الفرات، كقاعدة حقل العمر، وحقل كونيكو، وقاعدة الباغوز، والتي استهدفت خلال الفترة السابقة من قبل المليشيات الإيرانية، بغية إجبار الأمريكيين على مغادرة المنطقة والاستفادة من عائدات النفط والغاز بالمنطقة.

وأضاف أنّ “زيارة (إسماعيل قاآني) قائد فيلق القدس يوم الخميس الماضي لسورية وتحديداً لمحافظة دير الزور والبادية السورية، وبعض نقاط الرباط لميليشيا فاطميون والتي تعرضت لخسائر كبيرة، تعتبر رسالة واضحة لقوات التحالف بجدية التهديدات الإيرانية وجاهزيتها القتالية لصد أي عمل عسكري يستهدفها”.

وبرأي العميد قد يكون هناك عمل عسكري بالفترة القريبة القادمة لوجود مطامع ومبررات من الطرفين فالإيرانيون يرغبون بالسيطرة على المنطقة وطرد التحالف لتحقيق التواصل مع العراق وإيران، والوصول إلى البحر المتوسط بالإضافة لما ذكرنا الاستفادة من ثروات المنطقة، وكذلك الأمر بالنسبة للأمريكيين فوجودهم بالمنطقة يمنحهم السيطرة الكاملة على منابع النفط والغاز، كما أنّ المنطقة تحقق لهم حالة دعم وإسناد لقواتهم المنتشرة بالعراق ودول الخليج.

ورأى أنّه في المستقبل لا يمكن بقاء هذا الوضع على حاله، ولا بد من إجراء تغيير يسمح لطرف ما بالحسم والسيطرة على الوضع على ضفتي الفرات، و- حسب العميد- تبدو الظروف وميزان القوى لمصلحة التحالف الدولي بما يملكه من قوى عسكرية ومعدات حربية متطورة وحديثة بالإضافة إلى تعزيز حالة وجوده من خلال تواصله مع العشائر والقوى العربية بالمنطقة كقبيلة شمر وقبيلة العكيدات، وكذلك دعم ومساندة الفصائل العربية مثل قوات الصناديد ،جيش سورية الحر، ومجلس دير الزور العسكري، وجميع هؤلاء لهم مصلحة بإخراج القوات الإيرانية والنظام من المنطقة، وهذا سيؤدي لاندحارها من المنطقة بشكل كامل، وذلك سيعطي مؤشراً لنهاية وجود النظام والمليشيات الإيرانية بالمنطقة وسورية عموماً.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار