يستمر تصعيد قوات الأسد وروسيا بقصفهم للمدنيين في منازلهم واستهدافهم المرافق الحيوية والطبية والتعليمية ومخيمات المهجرين، ومراكز الدفاع المدني السوري، إضافة لاستخدام أسلحة تحوي مواد حارقة ما يهدد بكارثة إنسانية، والتي تسببت بخسائر بشرية وموجات نزوح ضخمة من العديد من مناطق إدلب وحلب.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان له مساء أمس الأحد 8 تشرين الأول، إن قوات الأسد صعدت بشكل خطير وممنهج قصفها الصاروخي على مدينة إدلب وريفها وأرياف حلب الغربية، مستهدفة المرافق العامة والمشافي والمدارس والأفران والأسواق ومخيمًا للمهجرين، ومراكز للدفاع المدني السوري، ما تسبب بمقتل 6 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، ووفاة امرأة بسكتة قلبية في مدينة إدلب وقت القصف، وإصابة 33 مدنياً بينهم 13 طفلاً أحدهم رضيع و6 نساء.
وأوضح البيان أنه قتل أمس الأحد 5 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وتوفيت امرأة بسكتة قلبية أثناء القصف، وأصيب 30 مدنيًا، بعضهم بحالة حرجة، ومن بينهم 12 طفلاً و 6 نساء ومتطوعان في الدفاع المدني السوري في حصيلة غير نهائية لهجمات صاروخية من قبل قوات الأسد على مدينة إدلب.
استهدفت الهجمات على دفعتين تجمعًا يضم عددًا من المشافي والمرافق الطبية الحيوية، إضافة لمرفق تعليمي (مديرية التربية)، كما استهدفت مرافق أخرى من بينها مركزاً للدفاع المدني السوري في المدينة، ومخيمًا للمهجرين بجانب حي الجامعة، وسوقًا شعبيًا.
وأضاف البيان أنه توفي “مصطفى رزوق” نتيجة نوبة قلبية أثناء استهداف بلدة الأبزمو بقذائف صاروخية من قبل قوات الأسد، كما أصيب أب وطفلته وطفله الرضيع في نفس البلدة، بجروح متوسطة الخطورة، واندلع حريق في منزلهم، جراء القصف.
وتوفي مدني “سامر القاسم” 40 عامًا، متأثراً بجراحه التي أصيب بها إثر قصف صاروخي من قبل قوات الأسد استهدف الأحياء السكنية في قرية مجدليا في ريف إدلب الجنوبي، يوم الجمعة الماضي 6 تشرين الأول.
كما خرج مركز صحة النساء والأسرة التابع للدفاع المدني السوري في مدينة سرمين شرقي إدلب عن الخدمة إثر استهداف قوات النظام للمركز بقصف صاروخي، في مرتين متتاليتين إحداهما صباحًا والأخرى بعد ظهر أمس الأحد، وأدى الاستهداف لأضرار في بناء المركز دون تسجيل إصابات في صفوف المتطوعين والمتطوعات.
واستهدف القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الأسد كلاً من مدينة سرمين وأطراف أريحا وبلدات وقرى النيرب وآفس والمسطومة ومعربليت ودير سنبل وسفوهن وسرجة، ومجدليا ومصبيبن، وأطراف مدينة دارة عزة غربي حلب وقرية كباشين بالقرب منها وطريق دارة عزة – دير سمعان.
وبحسب البيان فإن موجات نزوح المدنيين مستمرة بشكل كبير من المناطق التي تتعرض للهجمات، دون وجود مأوى آمن يحميهم، مع بقاء الكثير من العائلات رازحة تحت القصف لا تملك أماكن تأويها، في ظل كارثة إنسانية كبيرة مع استمرار حرب النظام وروسيا لأكثر من 12 عاماً، وبعد الزلزال المدمر، ومع اقتراب فصل الشتاء.
وختم البيان، بأن استهداف المدنيين الممنهج في المناطق المأهولة بالسكان والمخيمات، وقتلهم وبأسلحة محرمة دوليًا، واستهداف المرافق العامة والمشافي ومراكز الدفاع المدني السوري والأسواق هو انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يعدُّ هذه المرافق والأماكن محيدة عن القصف، وأن هذه الجرائم والانتهاكات ما كانت لتحصل لو كان هناك محاسبة لنظام الأسد على جرائمه.