توفيت الإعلامية اللبنانية جيزال خوري فجر الأحد عن عمر 62 عاماً في بيروت إثر صراع طويل مع مرض السرطان، بعد مسيرة مهنية طويلة استمرت حوالي أربعة عقود وكانت خلالها من أبرز الأسماء في مجال الحوار السياسي التلفزيوني.
وجيزيل خوري أرملة الصحافي اللبناني سمير قصير، الذي اغتيل في الثاني من حزيران/يونيو 2005، الذي واجه بقلمه وفكره نظام الأسد ومحور ما يسمى بـ “المقاومة”، وكان سمير أول ضحية بعد الرئيس اللبناني “رفيق الحريري” ضمن سلسلة الاغتيالات المتتالية في لبنان ذلك العام، وتشير أصابع الاتهام فيها لنظام الأسد وحزب الله اللذين لهما المصلحة في إسكات وإرهاب أي صوت يفضحهم ويعري سياستهم.
وبعد اغتيال زوجها أسست خوري سنة 2006 “مؤسسة سمير قصير”، وهي مؤسسة غير ربحية تسعى بحسب القائمين عليها إلى نشر الثقافة الديمقراطية في لبنان والعالم العربي وتشجيع الحريات، وحوّلتها إلى إحدى أبرز المؤسسات الإقليمية المتخصصة في رصد الانتهاكات ضد الحرّيات الإعلامية والثقافية في المشرق العربي، ودعم الأصوات الإعلامية المستقلّة في لبنان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
انطلقت مسيرة خوري المهنية سنة 1986 في “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها “حوار العمر” بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة “أم بي سي” سنة 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة “العربية”، حيث قدّمت برنامج “بالعربي” بين عامَي2003 و2013.
انتقلت الراحلة إلى قناة “بي بي سي عربية” سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج “المشهد”، ومن ثمّ إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، سنة 2020، مع برنامج “مع جيزال”، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها، كتبت وأنتجت أفلاماً وثائقية عن أبرز القامات السياسية العربية.
ونعت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان “جيزيل خوري” بمنشور على منصة X: “رئيسة مؤسسة سمير قصير، الصحافية الشجاعة وبطلة حرية التعبير، والأهم من ذلك شريكتنا وصديقتنا، إرثها سوف يدوم” قلوبنا مع أحبائها ومع أسرة مؤسسة سمير قصير”.