9.4 C
Damascus
السبت, نوفمبر 23, 2024

تزامناً مع هجمات قوات الأسد، أوضاع إنسانية صعبة يعيشها قاطنو المخيمات عقب العواصف المطرية

في مشهد متكرر كل شتاء، تسببت العاصفة المطرية ليلة أمس السبت بتضرر أكثر من 20 مخيماً في أرياف محافظتي حلب وإدلب، إضافة لانقطاع عدة طرق داخل المخيمات بسبب الأمطار التي ضربت شمال غربي سورية.

وسجل فريق منسقو استجابة سورية أضراراً ضمن أكثر من 22 مخيماً شمال غربي سورية، كما سجل تضرر 41 خيمة بشكل كامل ودخول مياه الأمطار إلى 57 خيمة أخرى، إضافةً إلى أضرار جزئية في 56 خيمة أخرى.

وأشار الفريق الإنساني إلى أن الهطولات المطرية الأخيرة أدت إلى حدوث فيضانات مائية وانقطاع للطرق داخل المخيمات وخارجها مع صعوبات كبيرة لتصريف المياه نتيجة غياب الصرف المطري في مجمل المخيمات.

وأوضح الفريق أن عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة خلال الساعات الأخيرة وصل إلى أكثر 6,893 نسمة، مؤكداً عدم تلقي المنطقة أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سورية.

وطالب الفريق بدوره كافة الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني تنسيق الجهود، ووضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، ووضع آلية سريعة لتعويض الأضرار بشكل عام، والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ سنوات وحتى الآن.

احتياجات مستعجلة

أجرت الفرق الميدانية التابعة لـ “منسقو استجابة سوريا” تقييماً أولياً لأبرز الاحتياجات الحالية المطلوب تقديمها بشكل عاجل وفوري في المخيمات والتجمعات المتضررة في مناطق شمال غرب سورية والتي تعدّ حلولاً إسعافية فقط، تلخصت بما يلي:
– تقديم عوازل مطرية وأرضية للمخيمات لدرء تساقط الأمطار ودخولها إلى الخيام.
– العمل على تجفيف الأراضي ضمن المخيمات والتجمعات وسحب المياه بشكل فوري وطرحها في مجاري الأنهار والوديان بشكل فوري، وعدم الانتظار حتى يتم جفافها بشكل طبيعي.
– العمل بشكل فوري بعد تجفيف المنطقة على إنشاء شبكتي صرف صحي ومطري في أغلب المخيمات والبدء بالمخيمات المتضررة والانتقال تباعاً إلى المخيمات الاخرى، والتركيز بالدرجة الأولى على المخيمات المشيدة على أراضي طينية.

ونبه الفريق الإنساني إلى أنه لم يشهد أي تقدير من كافة الجهات لحساسية الأوضاع الإنسانية الحالية التي تمر بها مناطق شمال غرب سورية، والتي تشهد ازدياداً في الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة، مع غياب كامل لأي رؤية واضحة للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم.

إضافة إلى ذلك لم تعلن حتى الآن الأمم المتحدة عن أي تحرك فعال لتقديم الاستجابة الإنسانية لفصل الشتاء بشكل رسمي مما يزيد من المصاعب التي يتعرض لها النازحون ضمن المخيمات.

وهذا ما أكده عدد من مديري المخيمات في منطقة معرة مصرين شمال إدلب الذين التقت بهم وكالة سنا، وقال مدير مخيم التح في المنطقة عبد السلام اليوسف، إن المخيمات اليوم بحالة مأساوية وتزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، مع ازدياد متطلبات الحياة، فما لهم سوى البحث عن مصادر التدفئة والأكل والشرب، ونسبة كبيرة من أطفال المخيمات يعملون بجمع بقايا أشجار الزيتون من البساتين المحيطة لأجل تأمين مواد التدفئة.

الدفاع المدني يستجيب لحالات الطوارئ

من جانبه قال الدفاع المدني السوري إن الهطولات المطرية الغزيرة تسببت بغرق 3 خيام للمهجرين في مخيم الحرمين والرسالة بشمارخ، وأضرار في طرقات مخيم البركة بمريمين، ومخيم وضاح شمالي حلب، وفي بلدة راجو وقرية المسعودية.

وأضاف أن فرقه فتحت قنوات لتصريف المياه وإبعادها عن الخيام ومنع تجمعها في الطرقات، كما سحبت الفرق المياه وفتحت الطرقات في كل من مخيم المرج في احتميلات، ومخيم طيبة وتجمع الكرامة بمنطقة أطمة والصديق بالقرب من قاح، ومخيم “نور الهدى” في بلدة دير حسان شمالي إدلب، كما فتحت طرقات مغلقة بسبب السيول والأتربة في ناحية الشيخ حديد.

ويعيش النازحون في المخيمات البالغ عددها (1400) مخيم، أوضاعاً صعبة مع حلول فصل الشتاء، ولا جديد سوى المزيد من المعاناة، في ظل تفاقم كبير في الأوضاع الإنسانية وضعف في الاستجابة وزيادة كبيرة في الاحتياجات المنقذة للحياة، وتقويض سبل العيش ما يزيد من صعوبة الحياة على المدنيين خاصة في فصل الشتاء، حيث تزداد الحاجة لمواد التدفئة الآمنة والصحية لتوفير مواد التدفئة.

تصعيد مستمر

يتزامن تردي الأوضاع الإنسانية مع استمرار هجمات قوات الأسد والميليشيات الايرانية وروسيا على المدنيين، حيث استهدفت أمس قوات الأسد مدينة إدلب وبلدة سرمين شرقي إدلب، مما أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من أربعين مدنياً.

وتركز القصف في مدينة إدلب على حي الصناعة ومنطقة الشيخ تلت، متسبباً باستشهاد 8 أشخاص، بينهم طفل في مخيم الشهداء على أطراف المدينة، الذي شهد تضرر عدد من الخيام والكرفانات، بحسب وزارة الصحة بإدلب، كما استهدفت قوات الأسد الأحياء السكنية في مدينة سرمين متسببة باستشهاد رجل وإصابة آخرين بينهم أطفال، فيما تجاوزت حصيلة الجرحى 35 شخصاً.

وبحسب مصادر ميدانية فإن القذائف الصاروخية انطلقت من مناطق تتمركز فيها الميليشيات التابعة لقوات الأسد في مدينة سراقب شرقي إدلب.

ويأتي ذلك بعد حملة التصعيد التي بدأتها قوات الأسد في المنطقة خلال شهر تشرين الأول الماضي، متسببة باستشهاد أكثر من 60 مدنياً، إضافة لنزوح نحو 100 ألف نسمة، وفق إحصائيات لفريق “منسقو استجابة سوريا”.

حيث شنت تلك القوات أكثر من 538 هجوماً، واستهدفت أكثر من 72 مدينة وبلدة، منها 46 هجوماً نفذتها الطائرات الحربية بمعدل 109 غارات.

وكانت قوات الأسد قد ارتكبت في 25 تشرين الثاني الماضي مجزرة في بلدة قوقين بريف إدلب، قتل جراءها 10 مدنيين من عائلة واحدة، إذ نجت منهم امرأة فقط، وتم استهدافهم خلال العمل في قطاف الزيتون.

فيما دعا الائتلاف الوطني السوري إلى تحرك فعال بمختلف السبل والآليات القانونية والسياسية لإيقاف جرائم نظام الأسد وحلفائه، والعمل الجدي لمحاسبتهم وفرض المزيد من العقوبات الدولية الرادعة لهذا النظام، وإيجاد آلية حقيقية لمحاسبته.

وأكد على أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام المستدامين إلا عبر إيجاد آلية ملزمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254(2015)، وتلبية تطلعات الشعب السوري المشروعة وحقوقهم في العيش الآمن والكريم في دولة الحرية والقانون والعدالة والديمقراطية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار