9.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

ماذا جرى في مدينة جاسم ولماذا يحاول نظام الأسد اقتحامها؟.. مصادر “سنا” تكشف التفاصيل

بشكل مفاجئ ودون أي مؤشر أو سابق إنذار، بدأ نظام الأسد يوم الجمعة الماضي، بحشد قواته على أطراف مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، تمهيداً لشن عملية عسكرية فيها واقتحامها.

استمرت قوات الأسد باستقدام الحشود والتعزيزات العسكرية التي شملت مختلف صنوف الأسلحة بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة وسيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة، حتى صباح يوم السبت.

وبالتزامن مع إطباق الحصار على مدينة جاسم وإغلاق كافة الطرق المؤدية إليها، بما في ذلك الطرقات الفرعية والترابية، وإنشاء 7 نقاط عسكرية جديدة على أطرافها، قام نظام الأسد بسحب مخفر الشرطة ودائرة السجل المدني منها، كما منع المدنيين من الدخول والخروج.

وبحسب مصدر خاص لوكالة “سنا” داخل جاسم، فإن شبان المدينة حاصروا شعبة الأمن العسكري التي تتخذ من المركز الثقافي مقراً لها، ومنعوا عناصرها البالغ عددهم 30 عنصراً من الانسحاب، وذلك للضغط على النظام، وعدم إتاحة الفرصة له لقصف المدينة.

كما أشارت المصادر إلى أن وجهاء المدينة والقيادات العسكرية شكلوا وفداً، وحاولوا اللقاء مع ضباط نظام الأسد المسؤولين عن المنطقة وذلك في مقر الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين، لبحث أسباب هذا التصعيد، إلا أن النظام رفض عقد هذا اللقاء، وربط حدوثه بالسماح لشعبة الأمن العسكري بالانسحاب.

اللواء الثامن يتدخل

قال مصدر خاص لوكالة “سنا” إنه عقب رفض ضباط نظام الأسد الاجتماع مع وفد الوجهاء، أرسل “اللواء الثامن” المكون من عناصر “المصالحات” ويتخذ من ريف درعا الشرقي معقلاً له، رتلاً إلى أطراف مدينة جاسم في محاولة لمنع النظام من اقتحامها.

عقب ذلك وافقت الأفرع الأمنية على عقد الاجتماع، واستضافه العضو السابق فيما يسمى “مجلس الشعب” بمنزله الكائن بين مدينتي جاسم وإنخل، بحضور وجهاء جاسم وضباط النظام وقيادات في “اللواء الثامن”.

وخلال الاجتماع ناقش الوفد أسباب هذه التطورات ودوافع نظام الأسد لاقتحام المدينة، وبعد مفاوضات تم الاتفاق على فك الحصار بشكل جزئي، وفتح بعض الطرقات مع بقاء التعزيزات والحواجز الجديدة في مواقعها، مقابل انسحاب شعبة الأمن العسكري.

مبررات نظام الأسد لاقتحام جاسم

أشارت مصادر خاصة لوكالة “سنا” إلى عدم وجود أسباب مباشرة أو واضحة لاقتحام مدينة جاسم، وإنما يستخدم نظام الأسد المبررات ذاتها التي يتذرع بها لشن أي عملية عسكرية في درعا.

ومن ضمن المزاعم التي يرددها نظام الأسد وجود عناصر “غريبة” في المدينة، واتهام بعض أبنائها بالتبعية لتنظيم “داعش” ولـ”هيئة تحرير الشام”، وهو ما ينفيه الأهالي ووجهاء جاسم وقيادات الفصائل المحلية فيها.

كما أكدت المصادر أن نظام الأسد يحاول إيجاد أي ذريعة لاقتحام مدينة جاسم وذلك بعد الضربة التي وجهتها له في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022، حين تمكنت الفصائل المحلية من شن عملية عسكرية ضد خلايا تنظيم “داعش” وقتل زعيم التنظيم في سورية والعراق أبو الحسن الهاشمي القرشي.

وخلال تلك العملية تم إلقاء القبض على قيادات وعناصر في تنظيم “داعش” واعترفوا بوجود تعاون وتنسيق مع رئيس شعبة الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي، وهو ما شكل إحراجاً لنظام الأسد وكشف ارتباط “داعش” به، وفقاً للمصادر.

وأيضاً أشارت المصادر إلى أن نظام الأسد وجد في تصاعد عمليات استهداف عناصره في المنطقة خلال الفترة الماضية رداً على الانتهاكات والتجاوزات، فرصة لشن حملة جديدة ضد مدينة جاسم.

جدير بالذكر أن آخر تلك العمليات كانت في الخامس من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حيث استهدف مجهولون سيارة عسكرية تابعة لفرع أمن الدولة بعبوة ناسفة على طريق جاسم – إنخل، ما أدى إلى مصرع 4 عناصر وإصابة اثنين بجروح.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار