أطلقت منظمة “سيريا ريليف” العاملة في الشمال السوري مشروع قرية ماسة السكنية في قرية قباسين بريف حلب الشرقي، إضافة لمشروع أكشاك الحياة الخيرية، وذلك بهدف دعم سبل العيش للمجتمع المحلي والحد من انتشار البطالة في المنطقة.
حضر حفل افتتاح المشروع عدة شخصيات رسمية وممثلون عن المنظمات الإنسانية في المنطقة، ويعتبر المشروع الأول من نوعه في الشمال السوري، حيث ضم الحفل عدة فقرات للأطفال وكلمات للحضور، وافتتاح مدرسة ماسة.
وقال مدير منظمة سيريا ريليف في الشمال السوري عبد الرزاق عوض لوكالة سنا، إن المشروع الذي تم افتتاحه يوم الأربعاء 27 كانون الأول، يعتبر أحد المشاريع الهامة التي نفذتها منظمة سيريا ريليف في قرية قباسين، حيث تم تجهيز القرية بكافة مستلزماتها، بعدد من الشقق السكنية وصلت إلى 500 شقة، وإضافة للعديد من المشاريع التي تم تنفيذها في قرية ماسة السكنية، تم إطلاق مشروع أكشاك الحياة لدعم المجتمع المحلي.
توليد دخل ذاتي
وأضاف عوض أن مشروع أكشاك الحياة جاء كاستجابة لاحتياج “ملح” نتيجة بُعد السوق عن القرية السكنية، مما يسبب مشقة للسكان في القرية، حيث يضم المشروع 10 أكشاك بمساحة تبلغ 9 م2 مجهزة بمجموعة طاقة شمسية، نهدف من خلاله لدعم سبل العيش والاقتصاد المحلي، وتمكين المجتمع المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتم تقديم منح مالية لكل مستفيد حسب احتياج كل مهنة وبعد دراسة السوق تم افتتاح أكشاك لمهن شملت “بيع المواد الغذائية، صيانة دراجات نارية، صالون حلاقة، منظفات، مطعم، ألبسة، لحوم دجاج، أجبان وألبان”
وعن اختيار المستفيدين أوضح عوض أن عملية الاختيار تتم بمعايير حسب ضعف واستحقاق المستفيد وحسب القدرة على العمل، وإذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، مشيراً إلى أن المنظمة تأمل أن تنقل هذه العوائل من انتظار المساعدات المادية، ليكونوا منتجين في المجتمع، معتمدين على أنفسهم، ويكونوا قادرين على توليد دخل ذاتي لأنفسهم.
وبحسب عدد من المستفيدين من مشروع أكشاك الحياة، فإن المشروع يعتبر بمثابة مورد مادي ودخل لأسرهم في ظل انتشار البطالة في المجتمع والغلاء الكبير في الأسعار، آملين أن يساعدهم على تأمين تكاليف المعيشة الباهظة، وأن ينتشر هذا المشروع في كافة مناطق الشمال السوري، وهو أفضل من السلال الغذائية، فالشخص هنا يعمل ويأخذ مقابلاً مادياً لقاء عمله، وفق ما قالوا لوكالة سنا.
مدرسة ماسة
إضافة لمشروع أكشاك الحياة في القرية السكنية، أطلقت المنظمة مشروع مدرسة ماسة، والتي تتسع ل700 طالب وطالبة مع توزيع كافة المستلزمات المدرسية وإعادة الطلاب للتعليم وهم أبناء قاطني القرية السكنية وكانوا منقطعين عن الدراسة لفترة طويلة، وتضم 17 شعبة صفية تم تجهيزها بكافة المستلزمات وتوزيع القرطاسية للطلاب.
انخفاض المساعدات
وفق فريق منسقو استجابة سورية، فقد شهد عام 2023 انخفاضاً متتالياً لكمية المساعدات الإنسانية الواردة عبر الحدود، على الرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة بتاريخ السادس من شباط الماضي، ووصلت كمية المساعدات الأممية التي وصلت عبر المعابر عقب الزلزال إلى 4,922 شاحنة موزعة على “معبر باب الهوى: 3933 شاحنة، معبر باب السلامة: 889 شاحنة، معبر الراعي: 100 شاحنة”.
وقال الفريق إن الأمم المتحدة لم تستطع حتى الآن تأمين سوى 6% فقط من الاحتياجات اللازمة لتأمين الاستجابة الإنسانية لفصل الشتاء الحالي، وإن الاحتياجات الإنسانية التي تأخذ منحى تصاعدياً وخاصة بعد الأضرار الهائلة التي سببتها الكوارث الطبيعة المختلفة من بينها زلزال شباط، إضافة إلى موجات النزوح التي شهدتها المنطقة على مدى الأشهر السابقة، الأمر الذي يزيد من المصاعب التي يتعرض لها المدنيون في المنطقة وخاصة في الفترات المقبلة.
وطالب الفريق بدوره الأمم المتحدة بتشكيل آلية محايدة لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري عبر المعابر الحدودية، إضافة إلى تشكيل تحالفات دولية داخل الأمم المتحدة للبدء بوضع خطط بديلة لإدخال المساعدات والبدء بتطبيقها بشكل فوري، خوفاً من نقص الإمدادات بشكل كبير والتي من المتوقع أن تنتهي خلال فترة قصيرة.