يعاني السكان العالقون في مدينة دمشق والمناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد من تزايد مستمر لانقطاع التيار الكهربائي الذي وصل خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى ساعة تغذية مقابل 5 ساعات انقطاع.
وتعود أسباب تزايد ساعات تقنين الكهرباء إلى عجز دوائر نظام الأسد عن تأمين قطع التبديل اللازمة لصيانة الشبكات والمحولات والكابلات والأمراس، وضعف توريدات مادتي الغاز والفيول، وتحويل كميات كبيرة من الكهرباء المنتجة إلى منشآت إيرانية وروسية.
ويعد معمل الأسمدة في حمص الذي تستثمره شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية لـ 49 عاماً من أبرز المنشآت الصناعية التي تحصل على كميات كبيرة من الغاز اللازم لإنتاج الكهرباء.
وأوقف نظام الأسد في منتصف الشهر الماضي إمداد الغاز لمعمل الأسمدة، لكن سرعان ما تراجع عن قراره بعد 4 أيام فقط بسبب الضغط الروسي.
وكشفت جريدة الوطن الموالية يوم أمس أن توقف معمل الأسمدة عن العمل لمدة 4 أيام أسهم بزيادة إنتاج الكهرباء بنسبة 15% بسبب تحويل الغاز والفيول من المعمل إلى شركة الكهرباء ما أدى لزيادة التغذية بمقدار بين 300 و350 ميغا من إجمالي 1900 ميغا واط.
وتبلغ كميات الغاز المخصصة لمعمل الأسمدة بنحو 1.2 مليون متر مكعباً يومياً من إجمالي 6 ملايين متر مكعباً، أي ما يعادل 20% من الكميات التي يتم تأمينها بصعوبة.
وكما العادة منذ سنوات تُعيد دوائر نظام الأسد أسباب انقطاع الكهرباء إلى أعطال الشبكة وارتفاع الطلب وزيادة الاستجرار، دون الإشارة إطلاقاً إلى الكميات الكبيرة التي تستحوذ عليها مقرات ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني ومعمل الأسمدة، ويبدو ما خفي أعظم.
وتتوزع مجموعات توليد الكهرباء بين 4 محطات هي الزارة التي تشمل 3 مجموعات توليد تعمل على الفيول باستطاعة 500 ميغا واط، ومحطة تشرين التي تضم مجموعتين واحدة باستطاعة 125 ميغا والثانية باستطاعة 75 ميغا، ومحطة حلب التي تشمل مجموعة واحدة باستطاعة 200 ميغا، ومحطة بانياس بمجموعة واحدة تنتج 70 ميغا واط.
وتسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر بارتفاع حاد لأسعار كافة المواد الغذائية الأساسية، بسبب اعتماد المصانع والورش الصغيرة والمحلات التجارية على مولدات الكهرباء التي تعمل على مادة المازوت وسط ارتفاع تكاليف تركيب أنظمة الطاقة الشمسية.