خاص | وكالة سنا
تشهد مختلف الأسواق في كل مناطق ريف دمشق انخفاضاً ملحوظاً بمبيعات المواد الغذائية الأساسية والخضراوات والفواكه بسبب تزايد ارتفاع الأسعار.
صاحب متجر لبيع الخضراوات والفواكه في منطقة وادي بردى بريف دمشق قال لوكالة “سنا” إن أكثر الباعة باتوا يشترون بضائعهم بالصندوق الواحد تحسباً لعدم إتلافها بسبب ضعف البيع جراء ارتفاع الأسعار بالجملة والمفرق وعدم تناسبها مع دخل السكان.
وتراجعت حركة المبيعات منذ مطلع العام الجاري 2024 بنسبة تجاوزت 60% وفق محدثنا الذي بيّن أن الباعة يضطرون لعرض البضائع برأس المال عند مساء كل يوم تجنباً لإتلافها في اليوم التالي وتعرضهم للخسائر.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية أكثر من 100% خلال الشهور الأربعة الأخيرة تحت تأثير ارتفاع أسعار وتكاليف حوامل الطاقة والمحروقات وأجور النقل، فضلاً عن أتاوى الترفيق التي تفرضها على الطرقات العامة ميليشيات “الدفاع الوطني” والأجهزة الأمنية بنظام الأسد.
وأكد لوكالة “سنا” صاحب متجر مواد غذائية في مدينة الكسوة أن السكان يحاولون الاحتيال على الواقع الاقتصادي الصعب عبر شرائهم مواد السكر والأرز والزيوت والسمون بكميات محدودة جداً لا تتجاوز 400 غرام.
وأشار إلى أن الألبان والأجبان وتوابعها من وجبات الإفطار باتت خارج قاموس المشتريات لدى السكان، حيث إن أسعارها تجاوزت تكاليف وجبة غداء محدودة، وفيما يتعلق باللحوم فأكثر المبيعات لا تتعدى بأكثر الأحيان جلد الدجاج وعظام الخروف أو البقرة.
وفي الغوطة الشرقية، لفت صاحب بسطة لبيع الفواكه إلى أن السكان رغم اقتصارهم المشتريات لحدود بعيدة جداً إلا أنهم يضطرون لشراء الفواكه بالقطعة الواحدة لتلبية رغبة أطفالهم.
ورصد مراسل وكالة “سنا” في ريف دمشق أسعار بعض أصناف الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية، حيث يباع كيلو البطاطا بـ 7500 ليرة سورية، وكيلو البندورة بـ 9000 ليرة، والبصل 8000، والملفوف 3500، والخيار 5500، والباذنجان 8000، والليمون 4000، وكيلو البرتقال 6000 ليرة، والكرمنتينا 8000، والتفاح 10000، والكريفون 4000، وكيلو السكر 17000 ليرة، والأرز 16000، والبرغل 13000، والعدس الأحمر 19000، وليتر الزيت النباتي 29500، وكيلو الشاي 200000 ليرة سورية.
كما تضطر العائلات لترشيد الإنفاق والاستهلاك مجبرةً ورغماً عنها، فالراتب الشهري لموظف في القطاع العام أو عامل في القطاع الخاص لا يتجاوز 200000 ليرة سورية، ما يعادل 13 دولاراً أمريكياً فقط، وهو بالكاد يكفي لمعيشة يومين لا أكثر، بحسب ما قالت لوكالة “سنا” السيدة “ر – أ” القاطنة في مدينة المعضمية.
وأكدت محدثتنا أن شراء بعض الأصناف البسيطة من الخضراوات أصبح من الكماليات والرفاهيات في ظل صعوبة تأمين وسائل التدفئة بسبب تكاليفها المرتفعة بالتزامن مع وصول فترات تقنين الكهرباء لأكثر من 21 ساعة يومياً.
يُذكر أن السكان العالقين في ريف دمشق والمناطق الواقعة تحت سيطرة نظام يحاولون الهجرة خارج البلاد بشتى السبل بسبب سوء الوضع الاقتصادي وانعدام الموارد جراء تزايد البطالة وضعف الرواتب والأجور وغياب الحلول.