أطلق عدد من المتطوعين في ريف إدلب حملة لتوزيع مواد التدفئة للأسر الأشد فقراً في المخيمات التي تعاني من نقص المساعدات الإنسانية.
ينفذ الحملة فريق “جبر الخواطر” الذي تم تأسيسه في شمال غربي سورية منذ قرابة 8 أشهر، ومعظمه مكون من أكاديميين وطلاب جامعات في شمال غربي سورية، وبتمويل من ميسوري الحال من السوريين في بلاد الاغتراب نشاط إنسانية في المناطق المحررة.
وقال أحمد عبد الرحمن منسق المشروع لوكالة سنا، إن المشروع جاء بعد عدة مناشدات من أهالي المخيمات المنكوبة بعد العواصف المطرية الأخيرة، فقمنا بزيارة المخيمات، وإجراء تقييم احتياجات، وكانت الحاجة الأكبر في الوقت الحالي هي مواد التدفئة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن المخيمات بحاجة كافة أنواع المساعدات الإنسانية، إلا أن الحاجة الأهم هي مواد التدفئة، فقررنا إطلاق حملة تدفئة تستهدف عدة مخيمات في ريف إدلب.
استهدف المشروع مخيمات منتشرة في مناطق قاح، سرمدا، باريشا، أرمناز، حارم، معرة مصرين، مدينة إدلب، بعدد 1500 عائلة وعدد أفراد يصل ل7000 شخص، وفق ما قال أحمد عبد الرحمن.
وأضاف أن الحملة مستمرة لعدة أيام، سيتم فيها توزيع نحو 110 طن من مواد التدفئة، واستهدفنا المخيمات التي لم تُستهدف بأي مشروع من مواد التدفئة في الشتاء الحالي.
أبرز الاحتياجات
وعن أبرز الاحتياجات في المخيمات، قال أحمد عبد الرحمن إنه من خلال عملنا في تقييم الاحتياجات في جولاتنا الأخيرة، تبين أن أهم احتياج هو مواد التدفئة، سواء كانت عينية أم كاش، ولاحظنا الكثير من الناس لم تركب مدفأة لهذا العام بسبب عدم القدرة على تأمين ثمن مواد التدفئة، ثم تأتي الحاجة للسلال الغذائية بالمرتبة الثانية في الاحتياجات.
ولاحظ أحمد عبد الرحمن وفريقه الميداني عدم وجود مشاريع إنسانية في المخيمات رغم الحاجة الماسة للناس في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة، وأن النشاط الأكبر في الاستجابة هو للجمعيات الخيرية والفرق التطوعية، مشيراً إلى أن المنظمات الإنسانية بدأت تنشط في الوقت الحالي مع ازدياد الحاجة نتيجة معاناة الأهالي في فصل الشتاء الحالي.
من جهته قال حسين الحسين، مدير مخيم الفقراء إلى الله في منطقة حربنوش بريف إدلب الشمالي، إن هذا العام كان استثنائياً، فالحاجة كبيرة والفقر في ازدياد، مشيراً إلى غياب المساعدات عن مخيمهم البالغ عدده 315 عائلة وأغلب المخيمات المجاورة، وأن الناس تشعل الاطارات والمواد البلاستيكية لأجل التدفئة، ما أدى لإصابة سكان المخيم بأمراض تنفسية حادة، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
لا يوجد استجابة
وفق بيان فريق منسقو استجابة سورية فقد تلقى الفريق عشرات الشكاوى الجديدة، حول عدم حصول النازحين على المساعدات الإنسانية اللازمة في المخيمات التي تضررت خلال الهطولات المطرية التي طرأت على المنطقة منذ بداية العام الحالي.
وأعرب الفريق الإنساني عن أسفه الشديد نتيجة عدم تقدير العديد من المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة لحساسية الأوضاع الإنسانية الحالية التي تمر بها محافظة إدلب، والتي تشهد ازدياداً في الحاجة لتقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكبر من الأوقات السابقة.
اضافة لغياب رؤية واضحة لدى العديد من الجهات للتخفيف من حدة هذه الأزمة التي تزداد يوماً عن يوم، وتأجيج الاحتقان لدى عدد كبير من الفئات المعوزة، بسبب عدم الحصول على المساعدات الإنسانية بعد الأضرار الأخيرة، وفق البيان.
وطالب الفريق بدوره الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني تنسيق الجهود بشكل كامل وخاصة بين المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، ووضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، ووضع آلية شفافة لاختيار المستفيدين، ووضع إستراتيجية ناجعة وسريعة لوصول هذه المساعدات لمستحقيها، والتواصل بشفافية مع الرأي العام بخصوص تطورات العمليات الإنسانية والنسب المحققة.
تأتي الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية بالتزامن مع تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، نتيجة الغلاء الكبير في الأسعار وقلة فرص العمل وانتشار البطالة، إضافة لنقص كبير في المساعدات الإنسانية نتيجة توقف عدد من المانحين الدوليين عن تقديم المساعدات للمنطقة.