12.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

في ذكراها الـ 12.. ماذا تعرف عن مجزرة الخالدية في حمص؟

مساء الثالث من شباط/ فبراير عام 2012 خرج أهالي حي الخالدية في حمص بمظاهرة مسائية للمطالبة بإسقاط الأسد وتقديم الدعم للجارة حماة في الذكرى الثلاثين لمجزرتها الشهيرة.

لم يكن يعلم أهالي الخالدية أنه بخروجهم بجمعة “يا حماة سامحينا” للتذكير في مجزرة المجرم حافظ الأسد، سيتحولون إلى الحدث وسيخطفون اهتمام شاشات التلفزة ووكالات الأنباء.

وقامت قوات الأسد بقصف المظاهرة بشكل مباشر بقذائف المدفعية والهاون، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 مدنياً وإصابة العشرات غيرهم، في مجزرة هي الأولى من نوعها في سورية آنذاك.

ويؤكد ناشطون أن مصدر القصف كان فرع “المخابرات الجوية”، والأحياء الموالية لنظام الأسد ذات الأغلبية العلوية، وبشكل خاص حيي الزهراء ووادي الذهب.

تفاصيل المجزرة

تقول الصحفية عائشة صبري إحدى الشهود في حي الخالدية، التي عملت على توثيق المجزرة في تصريح لوكالة سنا: إن القصف بدأ حوالي الساعة العاشرة ليلاً، واستمر قرابة الساعتين إلى ثلاث ساعات، وكان مُكثّفاً في البداية ثم أصبح مقتطعاً.

وكانت أول قذيفة هاون سقطت قرب الحديقة المعروفة بـ”حديقة العلو”، وهي الساحة المخصصة للمظاهرات، والتي أقام المتظاهرون فيها مجسماً لساعة حمص التي تعدّ رمزاً للثورة في المدينة لما شهدته من دموية قبل نحو عام من مجزرة الخالدية.

وتشير صبري إلى أنه تم توثيق 52 مدنياً قضوا في المجزرة موثقين بالاسم، وتوضح بالقول: “تجمّع الناس بعد سقوط القذيفة الأولى لإنقاذ الجرحى، فكثّفت قوات الأسد القصف مستهدفة المسعفين، فارتفعت حصيلة الضحايا”.

وتضيف: “الكهرباء كانت مقطوعة في الحي، والمساجد تصدح بالتكبير وتطلب من الأهالي النزول إلى الطوابق السفلية بالأبنية، إضافة إلى المطالبة بالتبرع بالدم”.

ويومها، امتلأ مستوصف الحي بالمصابين لدرجة أنَّه لا يوجد مكان للمشي داخله، كما تم تحويل الشهداء والمصابين لكثرتهم إلى مسجد الإيمان، الذي تحوّل لمستشفى ميداني بشكل عاجل.

وتصف صبري تلك الليلة بأنها  كانت “مرعبة بكلّ معنى الكلمة”، ومنذ ذلك الوقت بدأ أهالي حي الخالدية بالخوف والنزوح.

ويعود سبب ارتفاع أعداد الضحايا إلى تجمّع الناس في مظاهرة مسائية، إضافة إلى عدم معرفة الناس بكيفية التصرّف المناسب خلال القصف، حيث نزل معظم الأهالي إلى الشوارع، ومنهم من قضى أو أصيب وهو يُسعف جريحاً.

حي الخالدية.. حيث صدح الساروت وفدوى سليمان

يرى ناشطو مدينة حمص أن نظام الأسد اختار حي الخالدية لارتكاب هذه المجزرة هو أمر مقصود ويعود لجملة أهداف، فإضافة إلى رغبته في إيقاف المظاهرات ضده ودفع الشباب نحو التسلح، كانت ساحات هذا الحي مسرحاً لكبرى المظاهرات الخالدة في ذاكرة الثورة السورية.

فمن ساحات الخالدية، أدى الراحل عبد الباسط الساروت قسم الحفاظ على الثورة بمشاركة آلاف المتظاهرين، كما أن الفنانة الراحلة فدوى سليمان كانت حاضرة في عديد من المناسبات والفعاليات الثورية فيه.

تصف الصحفية عائشة صبري حي الخالدية بأنه كان يُمثل قلعة الثورة في مدينة حمص من خلال المظاهرات والنشاطات الثورية بشكل شبه يومي، ولا سيّما إقامة اعتصامات أسبوعية عبر جلوس المتظاهرين في خيم وإنشادهم لأغاني الثورة.

وتؤكد صبري أن نظام الأسد كان حاقداً على هذا الحي وأراد من خلال المجزرة أن يسكت صوت أبنائه، ويردع بقية الأحياء في حمص وبقية المحافظات الثائرة ضده.

يضاف إلى ذلك الأهمية التاريخية لحي الخالدية، الذي يقع فيه ضريح ومسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، والذي عانى ما عاناه من قصف وتدمير متعمد.

مهجرو حمص يحيون ذكرى مجزرة الخالدية

أقام نشطاء الثورة في حمص بالتعاون مع أهالي المحافظة المهجرين إلى إدلب فعالية اليوم السبت في الذكرى مجزرة الخالدية.

وقال المشرف على الفعالية طلال اللوش في تصريح لوكالة سنا إن ثوار ونشطاء حمص نظّموا وقفة في ساحة الساعة بمدينة إدلب، تضمنت قيام الرسامين عزيز الأسمر وأنيس حمدون برسم جدارية عن المجزرة.

كما تم خلال الوقفة عرض لوحات عن حي الخالدية في حمص والثورة السورية عموماً، وأيضاً تم إطلاق أنشودة تمجد شهداء الثورة السورية وشهداء هذه المجزرة، وفقاً لمحدثنا.

ويرى ناشطو حمص أن التذكير بالمجزرة هو أمر ضروري من أجل عدم نسيان جرائم نظام الأسد ومحاسبته، وكذلك لإظهار التوثيقات وسرد أحداث الثورة السورية بشكل صحيح ودقيق.

الجدير بالذكر أن حي الخالدية القريب من أسواق مدينة حمص القديمة والحديثة، ما يزال يشهد تهميشاً من قبل نظام الأسد الذي سيطر عليه قبل 10 سنوات، وما تزال آثار الدمار في أرجائه شاهدة على مجازر وبطش قوات الأسد والميليشيات الإيرانية و”حزب الله” فيه.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار