خاص | وكالة سنا
غادر 45 حرفياً سوق المهن اليدوية التراثية في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس بعد عرض السوق للاستثمار بالمزاد العلني في ظل ضعف الأحوال المادية لدى الحرفيين.
ومنذ نحو شهر، أنذر مجلس مدينة بانياس الحرفيين بضرورة إخلاء سوق المهن اليدوية بسبب عدم تقدم أحدهم للاستثمار وفق المزاد العلني، وعجزهم عن توفير تكاليف التأمين والرسوم والإيجار، ما فسح المجال أمام تجار غير حرفيين لاستثمار بعض المحال.
وقال لوكالة “سنا” أحد الحرفيين العاملين سابقاً في السوق إن اتحاد حرفيي طرطوس مارس الاحتيال عبر طرحه السنة الماضية إعادة تأهيل السوق على حساب الاتحاد دون الضرر بالحرفيين العاملين في السوق ودون فرض أي مبالغ لقاء استثمار المحال.
وأكد محدثنا الذي رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية أن الاتحاد على علم ودراية بأحوال الحرفيين المالية الضعيفة باعتبارهم من أرباب المشاريع متناهية الصغر، حيث كان السوق يُشكل مصدر رزق نسبي لأكثر من 45 عائلة، رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف المبيعات والمردود المادي.
وحول أعباء الحرفيين، قال إن أكثرهم من أبناء القرى ويتكبدون مبالغ عالية بشكل يومي لقاء وصولهم إلى السوق عبر وسائل النقل العام والخاص، وبطبيعة الحال هم بحاجة إلى دعم مباشر لأنهم لا يعملون في السوق لتحقيق الأرباح إنما للحفاظ على المهن اليدوية والتراث والتاريخ.
وأشار محدثنا إلى أن الحفاظ على المهن اليدوية والتراثية مسؤولية الجميع، وعلى رأسهم اتحاد الحرفيين ومجالس مدينة بانياس ومحافظة طرطوس، مطالباً بمبادرة من ذكرهم للحفاظ على ما تبقى من التراث.
وكان سوق المهن اليدوية في مدينة بانياس يُشكل لوحةً شبه متكاملة عن التراث السوري كونه يضم حرفاً عديدة، أبرزها النول والحرير والفخاريات والخيزران والصوف والصنارة والحلي والريحان والجاروشة والسجاد وغيرها.
