9.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

لتوحيد الخطاب الجماهيري.. ناشطون سوريون يعلنون عن وثيقة المناطق الثلاث

أطلق أكاديميون وناشطون سوريون في مناطق السويداء ودرعا وريف حلب الشمالي، مبادرة تحت مسمى “وثيقة المناطق الثلاث”، وقالوا إنها تهدف لـ”توحيد الخطاب الجماهيري الوطني المناهض لنظام الأسد، ومنع الانجرار نحو الأهداف الانفصالية والتعصبية”.

وتشمل المبادرة التي انطلقت يوم الجمعة 8 آذار الحالي،5 مرتكزات أساسية، أولها تأميم السياسية، وتؤكد على أن الحياة والحرية والأمان والكرامة حقوق وطنية، وترفض الانطواء المحلي، وتدعو إلى التنسيق والعمل المشترك وتوحيد الخطاب وبناء الثقة.

وتناهض كل فعل، أو خطاب يدعو إلى الكراهية، أو يروج للقبول بمصادرة الحريات والكرامة ومقايضتهما بالاستقرار.

كما أكد القائمون على المبادرة أن “الدولة الوطنية لجميع أبنائها، وليست دولة ملّة، أو طائفة، أو جماعة عرقية، أو حزب، أو تيار سياسي”، مشددين على “رفض العصبيات والتحزبات”.

وجاء في ختام المرتكزات الأساسية للمناطق الثلاث أن “الثقة هي أداة تأسيس سياسية تؤطر الاجتماع الوطني”.

عودة سورية للسوريين

وقال مسؤول الدائرة السياسية لاتحاد ثوار حلب هشام اسكيف الذي تبنى الوثيقة لوكالة سنا، إنه عند عرض فكرة الإعلان تشجَع اتحاد ثوار حلب للفكرة التي تعيد الثورة السورية لسورية، وتخلصها من الأفكار والمشاريع الطارئة، وربط الثورة السورية العظيمة بسردية سورية الدولة والكيان، وربط هذه المناطق بهدف واحد هو “عودة سورية للسورين” وإنهاء نظام الأسد.

سبب إطلاق الوثيقة

وتندرج هذه المبادرة ضمن سلسلة طويلة من المبادرات السياسية التي انبثقت عن الحراك الثوري في سورية والذي بدأ في ربيع عام 2011 وما يزال مستمراً في أغلب مناطق السيطرة والنفوذ في البلاد، ولم تحدث هذه المبادرات فرقاً جوهرياً في المشهد السوري، وما تزال القضية السورية تعاني ركوداً طويلاً في ظل تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي، ورفض نظام الأسد أي حل سياسي يقوم على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وفي المقدمة القرار 2254.

وأوضح الناشط السياسي مضر الدبس ابن مدينة السويداء وهو من ضمن القائمين على المبادرة، أن المناطق الثلاث التي وقَّعت الوثيقة أرادت أن تقول، إن السوريين غير معنيين سياسياً إلا بالمصلحة المشتركة الذي لا يحققها اليوم إلا “مشروع سياسي تأسيسي” يشمل السوريين كلهم.

وقال لوكالة سنا: إننا أردنا أن نطلق نقاشاً عمومياً حوله، يركز على السوري العادي بعيداً عن الأيديولوجيات كلها، وهذا التوقيع بالنسبة إلينا يعني تحدياً لواقعة الموت، والاحتفاء بالحياة من بوابة إعادة امتلاك القرار السياسي السوري، أي تأميم السياسة السورية لتعود مرةً أخرى ملكاً للسوريين.

وأضاف أن الوثيقة تستند إلى مدخل وطني يمثل رمزيات وطنية يمكن الاستفادة منها لإطلاق هذه الشرارة أو لفت نظر المزاج العام إلى الذاكرة الوطنية المشتركة التي يمتلكها السوريون، ولذلك اخترنا الثامن من آذار بوصفه إعلان استقلال سورية الأول عام 1920.

ووفق الدبس فإن الوثيقة حظيت منذ إعلانها باهتمام سوري، وهذا مرده لتعطش السوريين إلى التعاون والتنسيق الوطني بوصفه بوابة العمل السياسي الفعال الذي يؤدي إلى إنقاذ حياة أبنائنا.

سوريون وحسب

ويطمح القائمون على المبادرة بأن تنجح الوثيقة في بناء فضاء عمومي سوري ندخله بوصفنا سوريين فحسب، لا يمثل أي أحدٍ فيه طائفته أو عشيرته أو قبيلته، إنما يمثل هماً من هموم السوريين وموضوعاتهم التي ترقى إلى أن تكون موضوعات وطنية.

والجدير بالذكر أن الفكرة يتم العمل عليها من قبل مجموعة من المعنيين بتغيير الوضع السياسي السوري إلى الأفضل، والمؤمنين بتأميم السياسة، وبالسوري العادي، والكثير منهم من خارج المناطق الثلاث ولكن بطبيعة الحال كان القرار أن يتم الإعلان باسم المناطق الثلاث لاعتبارات عديدة، منها تقديم نموذج في المجال العمومي، ومنها الاستناد إلى القيمة الوطنية المعنوية للقريا بوصفها مهد الثورة السورية الكبرى عام 1925، وأيضاً درعا البلد مهد ثورة الحرية والكرامة في 2011، وريف حلب الشمالي والأنموذج الذي يقدمه في الصبر على المحن والإصرار على الحرية ووحدة الشعب السوري والديمقراطية، بحسب مضر الدبس.

وأضاف أنه ثمة نوع من القناعة بأن منهجيات العمل السياسي وأدواته التي بين أيدينا الآن لم تعد صالحة لتحقيق طموحاتنا وحل مشكلاتنا وعليه سوف نسعى معاً إلى تجاوز المنهجيات القديمة القاصرة، وبناء شيء جديد يشبهنا يتجاوز النظام والمعارضة معاَ، ويقترب من روح السوري العادي، وهذا سوف ننجزه معاً وبصورة مشتركة على امتداد سورية كلها.

وتدعو الوثيقة السوريين كلهم إلى النظر بإيجابية لطروحاتها، ونقاشها، وإبداء الرأي لتطويرها، والانضمام إليها لبناء الخطوة التالية، لأن العمل في سورية تراكمي بالضرورة، ولا يمكن انتظار العصا السحرية، أو التعويل على الغير لحل مشكلاتنا، وفق ما قال الدبس.

وتأتي هذه المبادرة مع اقتراب الذكرى الـ13 للثورة السورية، في 15 آذار الحالي، وفي ظل أكثر من حراك شعبي ضد سياسات هيئة تحرير الشام في إدلب، كما تشهد السويداء احتجاجات مستمرة منذ منتصف العام الماضي، وهو ما يؤكد أن الأسباب التي فجرت الثورة السورية ما تزال قائمة، بل ازدادت مع تردي الأوضاع المعيشية في كل المناطق السورية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار