قلق كبير يرتاد الأهالي في منطقة حارم بعد توقف الدعم عن مشفى السلام والذي يخدم أكثر من 400 ألف نسمة، بخدمات الأطفال والصحة الإنجابية.
يتوسط المشفى مجموعة من القرى والبلدات، وتجمعات المخيمات المهجرة من أرياف إدلب وحماه بمنطقة حارم، ويقدم خدمات لنحو400 الف نسمة.
وبحسب القائمين على المشفى فإنه يقدم خدمات الأطفال والصحة الإنجابية (وهي خدمة غير متوفرة في المنطقة)، لافتين إلى أن الدعم انقطع عنه منذ قرابة 6 أشهر نتيجة نقص التمويل، وسط حالة من الاحتياج الكبير لخدمات الأطفال والنسائية، الأمر الذي اضطر النساء للسفر مسافة 25 كم، للحصول على خدمات الفحص الطبي والتوليد الطبيعي.
وقال الدكتور حسام قره محمد معاون مدير الصحة بإدلب لوكالة سنا: إن المشفى كان مدعوماً من قبل منظمة الصحة العالمية عن طريق وسطاء، وانقطع الدعم بسبب تخفيض الدعم الطبي لمنطقة شمال غربي سورية في نهاية 2023 وبداية تاريخ 2024، والذي انخفض بنسبة 40%، مشيراً إلى عدم وجود أي منحة حالياً لدعم القطاع الصحي في المنطقة، حيث توقفت منحة مشفى السلام في الشهر التاسع من العام الماضي، ولم يستطع أحد من شركاء مديرية الصحة تغطية الفجوة الحاصلة.
وأضاف قره محمد، أن المشفى مختص بالأطفال والنسائية، والكل يعرف حجم الضغط على هذا القطاع، في مساحة جغرافية يوجد فيها كثافة سكانية، وتتوسط مجموعة كبيرة من مخيمات المهجرين وذات بيئة فقيرة، ناهيك عن عدم وجود بدلاء في المنطقة.
وأكد ذلك الدكتور دريد رحمون، مدير قسم الرعاية الأولية في مديرية الصحة، مضيفاً أن مشفى السلام من المشافي الأساسية في المنطقة، ويقدم خدمات مهمة سواء في التوليد أو متابعة الأطفال بعد العمل الجراحي، إضافة إلى أنه يقدم خدمات المعاينة للأطفال والنسائية والداخلية، وخدمات المخبر والصيدلة.
وقال لوكالة سنا، إن منطقة حارم كبيرة، ممتدة من سرمدا حتى سلقين، وفيها الكثير من المخيمات وأماكن الإيواء الجديدة، فقد كانت من أكثر المناطق تضرراً من زلزال 6 شباط في العام الماضي، معرباً عن أسفه نتيجة توقف عمل المشفى، بسبب حاجة المنطقة الكبيرة للخدمات، وكوادر المشفى حالياً تعمل بشكل تطوعي دون أي دعم منذ قرابة ستة أشهر، وهذا الأمر يعتبر كارثياً في قطاع الصحة.
10 آلاف حالة شهرياً
ووفق رحمون فإن المشفى يخدم أكثر من 10 آلاف حالة شهرياً من الأطفال والنسائية، كما أن عدد الولادات شهرياً وبعدد ولادات يصل إلى أكثر من 150 حالة، ومشيراً إلى أن المشفى يعتبر مركزياً في ظل الاحتياج الحالي لتقديم الخدمات الطبية.
هذا ويعاني القطاع الصحي في الشمال السوري من صعوبات أبرزها، انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة، وقلة المستهلكات الطبية، وقلة الأجهزة الطبية النوعية سواء التشخيصية أو العلاجية، إضافة لقلة عدد من التخصصات الطبية المهمة، كتخصصات الأورام والجراحة القلبية، وجراحة الأطفال، والداخلية العصبية للأطفال، وأمراض الكلية.