فادي شباط – وكالة سنا
شهدت أسعار الفروج منذ أيام قليلة انخفاضاً كبيراً في أسواق ريفي إدلب وحلب شمال غرب سورية، بعد ارتفاع كبير حصل قبل دخول شهر رمضان الماضي.
“وأخيراً انخفضت الأسعار، وأصبحت الأمهات قادرات على سلق كيلو صدر دجاج وتقديمه لأطفالهن، وأصبح ذوو الدخل المحدود الذين لا تتجاوز أجرتهم اليومية 100 ليرة تركية قادرين على شراء الفروج دون أن تتأذى جيوبهم كثيراً”، بهذه الكلمات عبّرت السيدة المهجرة أم فاتن القاطنة في مخيمات بلدة أطمة شمالي إدلب، عن مشاعرها، حين سمعت خبر انخفاض أسعار الفروج.
وصلت نسبة انخفاض الأسعار إلى ما بين 25 و 35%، حيث يباع كيلو الفروج حالياً بـ 50 ليرة تركية، وكيلو الصدر بدون عظم 85 ليرة، والسودة والجوانح 65، والفخذ 55 ليرة تركية.
انخفاض الأسعار ساهم بزيادة المبيعات إلى أكثر من الضعف، إذ إن السكان امتنعوا عن شرائه في شهر رمضان بسبب سعره الذي لا يتناسب إطلاقاً مع مستوى الدخل، وفق ما قال أبو نهاد، صاحب محل لبيع الفروج في مدينة عفرين.
ولفت محدثنا إلى أن سعر طن الفروج ارتفع قبل شهر رمضان بأيام قليلة إلى 2100 دولار أمريكي، وانخفض مؤخراً إلى 1400 دولار، مع وجود مؤشرات إلى استمرار الانخفاض وصولاً إلى ألف دولار.
وأعاد محدثنا أسباب ارتفاع الأسعار إلى إصابة عدد كبير من الدجاج بمرض الطاعون خلال فصل الشتاء، وارتفاع تكاليف الأعلاف والأدوية والتدفئة.
وبقيت الأسعار مرتفعة جداً خلال شهر رمضان رغم ضعف المبيعات وإطلاق السكان حملة لمقاطعة المادة.
وتعد مادة الفروج من أبرز المواد الأساسية التي يحاول أرباب الأسر تأمينها لعائلاتهم بسبب عجزهم عن شراء اللحوم الحمراء التي سجلت أسعارها في الفترات الأخيرة أرقاماً قياسية غير مسبوقة، إذ وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 420 ليرة، وكيلو لحم العجل إلى 360 ليرة، وكيلو لحم البقر إلى 320 ليرة تركية.
بالعودة إلى أم فاتن فقد تمنت انخفاض أسعار كافة المواد الغذائية الأساسية والأدوية وتوفير فرص عمل للشباب، حتى تكون المواد في متناول كافة الطبقات والشرائح، ولا سيّما أصحاب الدخل المحدود، وصولاً إلى الاكتفاء المعدوم منذ سنوات.
يذكر أن 3.4 مليون إنسان في شمال غرب سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويعيشون ظروفاً إنسانيةً صعبةً في ظل شح المساعدات الإنسانية وانتشار البطالة وضعف الأجور، وفق بيانات الأمم المتحدة.