بدأت هيئة التفاوض السورية سلسلة من اللقاءات والمباحثات، كما حضرت عدة ندوات معنية بالشأن السوري، وذلك على هامش المؤتمر الثامن لبروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة في العاصمة البلجيكية.
وينظم الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء 30 نيسان، الدورة الثامنة من مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سورية والمنطقة، بعد مرور أكثر من 13 عاماً على بدء الثورة السورية.
وعلى هامش المؤتمر، بحث رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس ووفد من الهيئة أمس (الاثنين)، مع وفد من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية الذي ضم كلاً من السيد ليونيل مازا، ورئيسة قسم مصر والمشرق في وزارة الخارجية الفرنسية السيدة ماريا وداجيني، الوضع السياسي السوري الراهن.
وتناول النقاش موقف فرنسا الثابت الذي يدين نظام الأسد، ويدعم حق السوريين في السلام والعدالة والاستقرار، ويُصرّ على الحل السياسي وتنفيذ القرار الأممي 2254.
واستعرض د. جاموس ووفد الهيئة ما تقوم به الهيئة خارج إطار مجلس الأمن من أجل إيجاد وسائل إضافية للضغط على نظام الأسد وحلفائه لإنهاء التهرب من الحل السياسي.
وأشاروا إلى ضرورة تحرك فرنسا على المستوى الأوروبي، وعلى مستوى مجلس الأمن أيضاً من أجل دعم هذا التوجه وإيجاد وسائل مُلزمة لتطبيق القرارات الدولية.
السويداء حاضرة
وتناول الحديث ما يجري من حراك سلمي في السويداء، والطلب من الدول بعدم السماح لنظام الأسد باستخدام العنف أو القوة ضد المدنيين فيها في ظل التطورات الأمنية الحاصلة هناك، وإرسال قوات الأسد لتعزيزات أمنية إلى المحافظة، كما استعرض الجانبان المعاناة الإنسانية والوضع الصحي والإغاثي والإنساني السيئ في سورية، وأهمية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية، وكذلك ضرورة عدم التوقف عن تحريك ملف المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون ومعتقلات نظام الأسد، والمطالبة بكل الوسائل بالإفراج عنهم والكشف عن مصيرهم.
وأشار الدبلوماسيان الفرنسيان إلى تأييد فرنسا لمطالب السوريين المشروعة والعادلة، وثبات موقفها ضد نظام الأسد، وتأييدها لمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، وأشارا إلى تمسّك فرنسا أيضاً بالقرار الدولي رقم 2254 كسبيل وحيد لعملية سياسية يقودها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة تحمي حقوق جميع السوريين.
كما أقامت هيئة التفاوض السورية، بالتعاون مع وحدة دعم الاستقرار ومؤسسة حلول الوساطة في النزاعات، فعالية أمس الاثنين في بلجيكا على هامش مؤتمر بروكسل، بعنوان “البيئة الآمنة والهادئة والمحايدة: الغوص في تفاصيل المفاهيم”، هدفها عرض نتائج الجلسات التي عُقدت خلال الفترة الماضية في الداخل السوري وتركيا.
سلطت الفعالية التي حضرها دبلوماسيون وممثلون دوليون وباحثون ومختصون الضوء على هذا الملف الذي يصف ويحلل نوع البيئة التي ستحتاجها هيئة الحكم الانتقالية لدفع عملية الانتقال السياسي وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة في سورية، والتي يمكن أن تضمن وقفاً مستمراً لإطلاق النار، وتحويل بيئة الصراع وتعزيز الظروف المواتية للتقدم في المفاوضات السياسية، والمساعدة على التعافي المبكر، وعودة النازحين واللاجئين بشكل آمن وطوعي وكريم.
كما شارك أعضاء من هيئة التفاوض السورية أمس الاثنين في بروكسل بندوة حوارية بعنوان “ضمان آليات مكافحة العنف ضد النساء والفتيات في سورية خلال مرحلة التعافي المبكر” أقامتها المبادرة النسوية الأورومتوسطية وفريق المناصرة الجندري السوري ومنظمة “مساواة” على هامش مؤتمر بروكسل الثامن “دعم مستقبل سورية”.
وناقشت الندوة آليات المناهضة والتصدي لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، التي أبرزتها المنظمات النسائية والنسوية في السياق المحدد للتعافي المبكر في سورية.
وأوضحت الاحتياجات والفجوات الرئيسة في معالجة العنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الحالي، مع تسليط الضوء على توصيات ملموسة لتحسين نطاق وجودة الخدمات المقدمة لضحايا العنف ضد النساء والفتيات، وسلّطت الضوء على الخدمات التي تُقدّم حالياً لضحايا العنف ضد النساء والفتيات في سوريا، والقوانين والوعي المعرفي والمواقف.
تمكين صوت الشباب
كما شارك عضو هيئة التفاوض السورية المحامي طارق الكردي، أول أمس الأحد، في فعالية بعنوان: “تمكين صوت الشباب وبناء القدرة على الصمود من خلال المشاركة العامة”، والتي أقيمت في بروكسل بتنظيم منظمة “أوليف برانش” ومركز “المجتمع المدني والديمقراطية ومنظمة غصن الزيتون”، على هامش مؤتمر بروكسل الثامن لدعم استقرار سورية.
وتحدّث الكردي خلال الفعالية عن أهمية الشباب السوري ودوره في حاضر ومستقبل سورية، وضرورة تمكين جيل الشباب ليكون قادراً على الانخراط في العمل السياسي، وشدّد على حق هؤلاء الشباب في أن يكون لهم مشاركات وتمثيل في المؤسسات السياسية لهيئات المعارضة الرسمية السورية، مشيراً إلى انفتاح الهيئة على هذه المشاركات واستعدادها لمد يد العون لهم، لإيمانها بأهمية دور الشباب وضرورة إشراكهم في رسم مستقبل سورية السياسي.
وتضمنت الفعالية كلمات عديدة ومداخلات تناولت موضوع الشباب وأهمية تمكينه على كل الصعد السياسية والاجتماعية والتعليمية، وأدواره المرتقبة في رسم الصورة العامة لسورية المستقبل المأمولة، والتحديات التي تواجه الشباب في الداخل وفي دول اللجوء، وأهمية إيجاد البرامج التي تؤمّن لهم تطوراً دائماً ومستمراً.