بدأت أمس الثلاثاء، في فرنسا محاكمة مسؤولين في نظام الأسد، بينهم علي مملوك، بتهمة التورط في اختفاء رجل فرنسي من أصل سوري وابنه، ووفاتهما في وقت لاحق.
وذكر موقع “فرانس24” أن محكمة الجنايات في باريس بدأت بمحاكمة المسؤولين السوريين “الكبار” على خلفية قضية الضحيتين باتريك الدباغ ووالده مازن، والتي ستستمر أربعة أيام.
وقال “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” في منشور على الصفحة الرسمية في “فيسبوك”، إن المسؤولين الثلاثة متهمون “بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، فيما يتعلق باختفاء السوريين الفرنسيين مازن الدباغ وابنه باتريك، اللذين كانا يبلغان من العمر 48 و20 عاماً وقت اختفائهما في عام 2013 في سجون بشار الأسد”.
ووفق “المركز السوري” باعتباره أحد الأطراف المدنية في القضية، فإنه سيتابع المحاكمة المفتوحة للعموم مع ترجمة فورية إلى اللغة العربية، على مدى الأيام الأربعة المقبلة، مشيراً إلى أنها المحاكمة الأولى من نوعها في فرنسا.
فيما قالت وكالة “رويترز، إن “أحد الضباط المتهمين بالتواطؤ في اختفاء الرجل وابنه وتعذيبهما، هو علي مملوك المستشار الأمني لرئيس النظام السوري بشار الأسد”.
وأشارت إلى أن المتهمين الآخرين هما اللواء جميل الحسن مدير إدارة “المخابرات الجوية” السابق، وعبد السلام محمود مدير المباحث السابق في فرع “المخابرات الجوية”.
وأوضحت الوكالة أن أياً من المتهمين الثلاثة لن يحضر المحاكمة، والتي من المقرر أن تستمر أربعة أيام.
ونقلت عن مازن درويش، مدير “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” قوله: “ستكون (المحاكمة) ذات أهمية لجميع السوريين لأنها تتعلق بالاعتقالات التعسفية والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء”، والتي وصفها بأنها “سلوك منهجي من قبل النظام”.
وأشارت “رويترز” إلى أن نظام الأسد وحليفته روسيا رفضاً الاتهامات بارتكاب عمليات قتل جماعي وتعذيب، في الحرب التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة مئات الآلاف.
وقضية الدباغ بحسب “المركز السوري” تعود إلى عام 2013، حين اعتقلت قوات “المخابرات الجوية” التابعة لنظام الأسد كلاً من باتريك الدباغ ووالده مازن في مدينة دمشق، دون أية أسباب، وهما من حاملي الجنسيتين الفرنسية والسورية.
وبعد اعتقال مازن وباتريك الدباغ، لم يكن لدى عائلتهما أي معلومات عن مصيرهما، حتى شهر تموز من عام 2018، حيث أصدر نظام الأسد شهادات وفاة لهما، وبحسب تلك الشهادات، توفي باتريك في كانون الثاني 2014 وأعقبه مازن الدباغ في تشرين الثاني 2017.
وفي شهر تشرين الأول من عام 2016، تقدم كلّ من عبيدة الدباغ شقيق مازن و”الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان” و”رابطة حقوق الإنسان الفرنسية” بشكوى قضائية، بدعم من “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”.
يشار إلى أنه في تشرين الأول الماضي، بدأت أولى جلسات محاكمة نظام الأسد أمام “محكمة العدل الدولية”، في القضية التي رفعتها ضده كل من هولندا وكندا، والتي تتهمانه فيها بانتهاك “الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب”، منذ عام 2011، وتغيب نظام الأسد عن حضور جلسة المرافعة في القضية المرفوعة ضده.