أطلق صحفيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، حملة مناصرة للمعتقلين السوريين في لبنان، لتسليط الضوء على معاناتهم، ومنع تسليمهم لنظام الأسد.
وتحمل الحملة التي بدأت مطلع شهر أيار/ مايو الجاري اسم “أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان”، وهي مستمرة لحين تحقيق أهدافها.
أسباب الحملة
قالت الصحفية عائشة صبري، أحد القائمين على الحملة، إن سبب الحملة هو استشعار الخطر على حياة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وبشكل خاص المتهمين بتهم “سياسية وإرهاب وانتماء لعصابات مسلحة”.
وأشارت صبري في تصريح لوكالة سنا إن الخوف الأكبر هو تسليمهم لنظام الأسد، حيث سبق أن ناقشت الحكومة في لبنان موضوع تسليم الموقوفين والمحكومين لنظام الأسد.
وأضافت: “هذا ما زاد من مخاوف السجناء، حيث وقعت عدة حالات تسليم بشكل فردي لسجناء سوريين، إضافة إلى محاولات الانتحار، كان آخرها مساء أمس السبت تسليم معتقل سوري سياسي للنظام، وهو ممن أقدموا على محاولة الانتحار الجماعية التي شهدها السجن الواقع في رومية في بيروت، في 2 آذار الماضي، احتجاجاً على تسليم السجين معاذ حسان الوعر لنظام الأسد”.
وازدادت مخاوف ترحيل السجناء إلى سورية، بعد اتصال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيس وزراء النظام حسين عرنوس في 23 نيسان الماضي، حيث اتفقا على أن يتولّى الأمن العام اللبناني التنسيق مع نظام الأسد بغية العمل على بحث مضامين تطورات ملفي اللجوء والمسجونين السوريين.
وبعدها، وتحديداً في منتصف الشهر الجاري، أوعز مجلس النواب اللبناني، للجهات الرسمية المختصة بتنفيذ “الإجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء السوريين إلى نظام الأسد، وفق القوانين”، دون توضيح طبيعة الجرائم المتهمين فيها والتي تستدعي ترحيلهم.
أهداف الحملة
تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية عبر وسائل الإعلام المختلفة وصولاً إلى المنظمات الدولية والدول المعنية بحقوق الإنسان.
وتتضمن الحملة معلومات وصوراً وتسجيلات مصورة تتحدث عن واقع السجناء السوريين في لبنان وسجن رومية الذي هو أكبر مراكز الاحتجاز في لبنان، ويعاني المعتقلون فيه من ظروف مزرية تتجلى في الازدحام الكبير والنقص في المواد الغذائية.
ورغم أن تصميم سجن رومية مخصص لاستيعاب 1200 نزيل، إلا أنه يضم أربعة أضعاف هذا العدد، مما يؤدي إلى تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية للسجناء ويهدد بانهيار الخدمات الصحية والغذائية.
فعاليات الحملة
قالت صبري إن الحملة تتضمن منشورات مرفقة بوسم #BeTheirVoice – #أنقذوا_المعتقلين_السوريين_في_لبنان، وإجراء حوارات عبر مساحات منصة “إكس” يتم خلالها استضافة شخصيات معنية بالسجناء السوريين في لبنان.
وأشارت إلى إصدار القائمين على الحملة بيان إدانة لتسليم المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي في سجن رومية إلى نظام الأسد من أجل التوقيع عليه من قبل المعنيين بالشأن السوري.
كذلك أطلق القائمون على الحملة دعوة للتوقيع على موقع آفاز، تحت عنوان أنقذوا المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان.
أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان
وجه المعتقلون السياسيون من السوريين في سجن رومية مناشدة إنسانية، جاء فيها: “نناشد كل أصحاب الضمائر الحية للعمل على إنهاء محنتنا بكل الطرق الممكنة لرفع الظلم عنا ولإيقاف الابتزاز السياسي اللاأخلاقي القائم على التهديد بتسليمنا لنظام الأسد ما يعني الموت المحتم، ونحن نقول: إن الموت أرحم لنا من أن يتم تسليمنا لنظام الأسد”.
وأضافت المناشدة: “كل حملة تنطلق نشم فيها ريحة الحرية.. كل صوت ينادي بمظلوميتنا هذا صوتنا.. محكومياتنا تتراوح ما بين المؤبد والإعدام والسجن من 10 إلى 20 سنة بينما هناك سجناء غير محكومين، حلمنا لقاء أهلنا”.
ويطالب المعتقلون السوريون في لبنان بعدة مطالب، أبرزها:
1. توفير الحماية الدولية من خلال الضغط لتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لمنع تعريضهم للخطر.
2. السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارتهم في السجون اللبنانية التي تعاني من ظروف مأساوية لا تصلح للعيش الإنساني ما أدى لانتشار الكثير من الأمراض بين المعتقلين.
3. ضرورة الوقوف على ملفاتهم القضائية والنظر فيها من قبل المنظمات نظراً للظلم الواقع عليهم، حيث أن الاتهامات الموجهة لهم في مجملها غير صحيحة وغير دقيقة وأخذت اعترافات منهم تحت الضغط والتعذيب.
4. مطالبة الائتلاف الوطني السوري والمنظمات الحقوقية السورية واللبنانية، ببذل كل ما بوسعهم للفت الانتباه لقضية المعتقلين السياسيين في السجون اللبنانية.
5. نقلهم إلى الشمال السوري أو أي مكان آخر.
جدير بالذكر أن المعتقلين وأسرهم يعانون من ظروف إنسانية ومضايقات وضغوط كبيرة، أصعبها التهديد المستمر بتسليمهم للنظام، وهو ما يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليهم.