جدّد المتظاهرون في محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، مطالبهم بالحرية والعدالة والانتقال السياسي، داعين إلى الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين والمغيبين قسرياً لينعموا بالحرية.
واليوم الجمعة 14 من حزيران، خرجت مظاهرة في ساحة “الكرامة” التي تشكل نقطة الاحتجاج والتظاهر الرئيسة في مركز مدينة السويداء.
رفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية، ولافتات تعبّر عن مواقفهم السياسية، كتب على بعضها “الثورة لا تموت”، و”هناك من يعمل على التحرر من العبودية، وهناك من يعمل على تحملها فقط”.
وشارك في المظاهرة، ممثلون عن فئات مختلفة من أهالي المحافظة، منهم “التجمع المهني في السويداء” و”تجمع القطاع الصحي”، و”تجمع معلمي السويداء” و”تجمع مهندسي السويداء”، وفق تسجيلات مصورة نشرتها شبكات محلية، منها “السويداء 24”.
تزامن ذلك مع الاحتفاء بإطلاق سراح الناشطة المدنية ريتا العقباني من أحد سجون الفروع الأمنية لنظام الأسد في دمشق.
وشدّد الناشطون في ساحة الكرامة في وقفتهم على ضرورة الخلاص من التعديات الأمنية، ومواجهة أساليب السلطة القمعية، رافعين لافتات تطالب بحرية كل المعتقلين، ورحيل سلطة الاستبداد.
وكانت الفصائل المسلحة، ومجموعات مدنية عدة، استنفرت منذ صباح أمس الخميس، واحتجزت 13 عنصراً من قوات نظام الأسد، للضغط على أجهزة نظام الأسد الأمنية لفك أسر العقباني، بعد ثلاثة أيام من احتجازها دون أي سبب.
وركّز الناشطون في المحافظة حملاتهم على مقاطعة انتخابات “مجلس الشعب” المقبلة، ووصفوا الأعضاء بالدمى الفاسدة والممثلة لسلطة الفساد.
وكان التجمع المهني الذي انبثق من ساحة الكرامة قد أصدر بياناً قبل يومين، أكد فيه عدم شرعية “مجلس الشعب” والممثلين، ووصفهم بأدوات رخيصة لقمع الشعب، مطالباً الأهالي بمقاطعة الانتخابات، ورفض المرشحين إليها اجتماعياً وأخلاقياً.
وكان الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري قد أصدر بياناً مصوراً بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، هنَّأ فيه الشرفاء في كل مكان، وخص بالذكر المغتربين من أبناء المحافظة، والأحرار الواقفين في ساحات الكرامة، معاهداً الاستمرار في موقفه المشجع والداعم للحراك الشعبي، متوجهاً لهم بالقول “أنتم لا تستحقون سوى كلام الطيب، والتشجيع، والوفاء، لما تبذلونه من جهود بوقفتكم الجديرة بالاحترام، والتي سجل لها التاريخ شرفاً ناصع البياض على صفحاته المشرقة بالوطنية والمصداقية والإخلاص”.
وأضاف أن إرادة الشعب الحر لا تقهر، ولنا في كل ميدان فرسان، ولنا في كل واقعة أمجاد، نعرف أعداءنا، ولا نحارب غيرهم، ومهما أطلقوا رياحهم الهوجاء نحو أشرعتنا، فلن يحيد الرجال، وسيوجهون دفة المراكب إلى الصواب. وتابع “أن فساد السلطة لن يزيدكم إلا قوة وصلابة ومثابرة، ولا خوف على الأرض والعرض، وحاشا أن نذل تحت أي ظرف كان”.
وفي إشارة إلى التعزيزات العسكرية والتهديدات بعمل عسكري، قال الهجري، إن المعاناة التي يعيشها الشعب أصعب بكثير من كل تهديد ووعيد وضغط وتهويل، وصوت الحق هو الأقوى، وصوت العز هو الأجدى، ولن يصح إلا الصحيح.
وختم الهجري بيانه برسالة إلى السلطة الحاكمة دون أن يذكرها بالاسم، قائلاً: “إلى كل من يحاولون انتزاع البهجة من نفوس الناس، وسلب لقمة العيش من أفواه الاطفال، ويحرمهم فرحة الأعياد بزيادة الضغط الاقتصادي، والغلاء، والدمار، عبر فاسدين يظنون أنهم يديرون البلاد، وهم على العكس يحرمون الأهل من أكل لقمة الحلال من خير وطنهم، فكفى عبثاً، كفى ألماً، كفى إذلالاً”.
وقال الشيخ الهجري لهذه السلطة: لقد كرهكم تراب الوطن، وكرهتكم صخور الوطن، وعرفكم أهل الوطن، وما عاد بإمكان الناس أن تصمت أكثر على جناياتكم المعيب ارتكابها، وعسى أن يحقق الله أمنيات الخير لشعب جاد بدمه وماله”.