أرسلت روسيا مفرزة من سفن الأسطول الشمالي إلى قاعدتها البحرية (مركز الدعم اللوجستي للبحرية الروسية) في مدينة طرطوس على الساحل السوري.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية، أمس الجمعة 26 من تموز، أن المفرزة تتكون من فرقاطة “الأدميرال جورشكوف” والناقلة البحرية “أكاديميك باشين”، لإجراء مناورات بحرية مع سفن القوة العملياتية الدائمة للبحرية الروسية في البحر المتوسط.
المفرزة البحرية عبرت مضيق جبل طارق ودخلت البحر المتوسط، في 24 من تموز الحالي، وستصل الأسبوع المقبل إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، بحسب ما نقلته الوكالة عن مصادر في البحرية الروسية.
الفرقاطة “الأدميرال جورشكوف” هي سفينة حديثة متعددة الأغراض مزودة بأسلحة صاروخية موجهة، مصممة لحل المشكلات في المناطق البحرية والمحيطية لمسافات طويلة، دخلت البحرية الروسية عام 2018، وأجريت عليها تعديلات عام 2021، لاستخدام صواريخ “الزركون” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
كما أنها مزودة بأسلحة صاروخية عالية الدقة، قادرة على توجيه ضربات قوية في البحر والبر، بحسب وكالة “تاس”.
وخلال تموز الحالي، عبرت أربع سفن روسية مضيق البوسفور باتجاه مواني روسيا على البحر الأسود، بعد تفريغ حمولة قمح في مواني سورية، بحسب ما رصدته جريدة “عنب بلدي” عبر حساب “مرصد البوسفور” الذي يراقب حركة الملاحة البحرية.
واتخذت روسيا من ميناء طرطوس موقعاً لبناء قاعدتها العسكرية البحرية، وفق اتفاق وقعته مع نظام الأسد، في كانون الثاني 2017.
وينص الاتفاق على السماح بوجود 11 سفينة حربية، إضافة إلى غواصات نووية لمدة 49 عاماً، مع إمكانية التجديد التلقائي لفترات بمدة 25 عاماً، وأن يسلّم نظام الأسد لروسيا الأراضي والمياه في منطقة ميناء “طرطوس” للاستخدام المجاني طوال مدة الاتفاق، إضافة إلى العقارات التي لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي.
وسبق أن كانت طرطوس قبلة للبوارج والسفن الحربية الروسية، وقاعدة تموين وصيانة خلال الحرب الباردة، واستمر ذلك حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، ليعود اعتماد الروس على ميناء طرطوس مطلع الألفية الثانية مع إعادة تنشيط العلاقات الروسية – السورية.
واستخدمت روسيا قاعدة طرطوس البحرية لأغراض متعددة، أحدها قتل مدنيين سوريين، عبر استهداف المدن والبلدات في مناطق سيطرة المعارضة بصواريخ سفنها البحرية، إضافة إلى أنها تجري مناورات وتدريبات عسكرية لقواتها، وأحياناً تشارك قوات الأسد في هذه التدريبات.