خاص – وكالة سنا
كغيره من السوريين، كان منذر خلف الحمادي، البالغ من العمر 47 عاماً، يملك منزلاً وعملاً في قرية موحسن بريف دير الزور شرقي سورية، وكانت حياته هادئة ومستقرة حتى عام 2016، عندما اضطر إلى النزوح بسبب القصف المتواصل من قبل قوات الأسد على المنطقة.
وفي أثناء محاولة العبور عبر نهر الفرات للوصول إلى مكان آمن، تعرض منذر لإصابة بليغة جراء قصف الطيران الحربي، أدت إلى بتر جزء من يده وقدمه، لتكون هذه الإصابة نقطة تحول في حياته، إذ أصبح غير قادر على القيام بكثير من الأنشطة اليومية.
وعلى الرغم من المعاناة والإحباط الذي عاناه، لم ييأس منذر، وقرر أن يتخذ خطوات للنهوض من هذا الواقع المؤلم، وبدأ البحث عن فرص عمل متاحة له في المناطق التي لجأ إليها.
ويقول بطل قصتنا في تصريح خاص لوكالة “سنا” إنه قرر في عام 2021، الانتقال إلى مدينة تل أبيض للبحث عن فرصة عمل وتحسين ظروفه المعيشية، ويصف هذا القرار بأنه خطوة مهمة في مسيرته نحو الاستقرار والاعتماد على الذات.
وأضاف: “بعد مجهودات مضنية، وجدت فرصة للعمل كسائق لتوصيل البضائع باستخدام عربة كهربائية قدمتها له منظمة “iHH” التركية، كانت هذه البداية الجديدة التي كنت أنتظرها”.
بدأ منذر في كسب دخل ثابت من خلال نقل البضائع من مكان لآخر، وبمرور الوقت، زاد خبرته وأصبح أكثر كفاءة في عمله، وسرعان ما تمكن من توفير احتياجات أسرته والاعتماد على نفسه بشكل كامل.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها، يقول منذر إنه لم يستسلم أبداً، وكانت لديه الإرادة والعزيمة اللازمة للتغلب على التحديات وتحقيق النجاح.
واليوم، أصبحت قصة منذر مصدر إلهام لآخرين في المنطقة الذين يواجهون ظروفاً صعبة مماثلة، إذ أثبت أنه بالإصرار والتصميم، يمكن للإنسان تخطي أي عقبة، وبرهن على أن الإرادة والتصميم هما مفتاح التغلب على الصعاب والوصول إلى الاستقرار والرفاه المنشود.
مصابو الحرب في سورية.. تحديات لا تنتهي
تسببت الحرب في إلحاق إصابات بالغة بآلاف السوريين، بما في ذلك فقدان الأطراف والإعاقات الحركية والآلام المزمنة، ويجد المصابون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة والأجهزة التعويضية المطلوبة بسبب انهيار النظام الصحي في البلاد.
ويعاني مصابو الحرب من مشاكل اقتصادية حادة، نتيجة لعجزهم عن العمل والحصول على دخل ثابت، فكثير منهم لا يستطيعون إعالة أنفسهم أو أسرهم بسبب إصاباتهم، مما يزيد من معاناتهم المالية وصعوبة الحياة اليومية.
كما أن كثيراً منهم يعانون من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية، ويواجه هؤلاء المصابون صعوبة في الحصول على الدعم النفسي والعلاجي المناسب بسبب نقص الخدمات الصحية والنفسية في البلاد.
وأيضاً يعاني قسم منهم من العزلة الاجتماعية نتيجة لإعاقاتهم وإصاباتهم، فكثيرون منهم يواجهون صعوبة في التنقل والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، مما يزيد من شعورهم بالانفصال والإحباط.
يضاف إلى ذلك الصعوبات في الحصول على المسكن المناسب لإصاباتهم، وعلى الأجهزة التعويضية المناسبة كالأطراف الصناعية والكراسي المتحركة، ونقص الدعم والخدمات الإنسانية الموجهة إليهم.