نظّم “منتدى خيزران الثقافي” بالتعاون مع “اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية” (أوسوم)، معرضاً فنياً في مدينة جسر الشغور، بمشاركة عدد من الفنانين والرسامين السوريين الذين ينتمون لمختلف المدارس الفنية.
استمر المعرض لمدة ثلاثة أيام، آخرها اليوم الاثنين، عرضت خلالها لوحات للفنان السوري عبد القادر عبد اللي، وبمشاركة كل من الفنانين، عمار سفلو وسميرة بيراوي ورامي عبد الحق وسلام حامض وختام جاني وبشرى حامض وجودت فيزو.
يهدف المعرض بحسب المنظمين إلى إحياء الفن التشكيلي، وهو الفن البصري المهم جداً، وهو القريب من القلب والذي يخلد في الذاكرة، كما أنه يوصل المآسي، وينقل معاناة شعب كامل، وفي نفس الوقت يعكس ثقافة شعب يحاول النظام السوري وصمه بالإرهابي”.
وتأتي أهمية المعرض من خلال مشاركة بعض الفنانين، منهم الراحل عبد القادر عبد اللي الذي لم يعرض لوحاته منذ عام 1987، إضافة إلى مشاركة الفنان عمار سفلو الذي ابتكر مدرسة بالدمج بين التعبيري والتكعيبي، وسميرة بيراوي التي ترسم للمدرسة التعبيرية وغيرهم من الفنانين المتميزين، كرامي عبد الحق وسلام حامض وبشرى حامض وختام جاني وجودت فيزو”.
يشار إلى أن “منتدى خيزران الثقافي” نظّم أول معرض فني لفنانيه في مدينة إدلب، يومي الثامن والتاسع من تموز الماضي، عرض خلالها لوحات للراحل عبد القادر عبد اللي وزوجته الفنانة سميرة بيراوي والفنان عمار سفلو.
وأطلق مجموعة من الأدباء والكتّاب والشعراء والمسرحيين منتدى “خيزران” الثقافي في مدينة إدلب في 9 آذار الماضي ، وهو أول منتدى ثقافي، يضم المهتمين بالجانب الثقافي في المنطقة.
وفي حديث سابق مع وكالة سنا، قال مدير المنتدى وأحد مؤسسيه الكاتب عمار الأمير إن “خيزران” هو منتدى ثقافي أقرب ما يكون للصالونات الأدبية، ويضم كتاباً وشعراء ومسرحيين، إضافة لكتاب أدب الأطفال، مشيراً إلى أن المحافظة على الجندرة حاضرة في المنتدى، من خلال وجود سيدات شاعرات ومناضلات ومفكرات، وجاء المنتدى سعياً منا لإيجاد مكان يجمع المهتمين بالثقافة، بعد أن كانت اللقاءات في منازل مؤسسي المنتدى.
ورؤية المنتدى وفق الأمير، أن نحتوي المواهب، وأن القراءة “فرض وليست هواية”، وأن الأديب يجب أن يُتاح له أن ينشر ما ينتجه وأن يكون مثمراً، مشيراً إلى أن الأنشطة ستكون شهرية ومتنوعة، ما بين أدبية ومسرحية وأدب أطفال وشعر وندوات.
ولفت إلى أن خيزران طموحه كبير، فهو ليس حزباً سياسياً وهو مستعد للتعاون مع كل الجهات التي تساعد في بناء البلد، ودعم هذه الشريحة الذين يهتمون بالثقافة.
من جهتها، قالت الشاعرة والصحفية سناء العلي وهي أحد مؤسسي المنتدى لوكالة سنا، إن هذا الحلم يراودنا منذ سنوات، وهو توفير منتدى أو تجمع أدبي حر في إدلب، تجتمع فيه النخب المثقفة والمهتمة بالأدب بأنواعه، فمن هذا المنطلق كانت ولادة الفكرة التي انبثق عنها منتدى خيزران.
وأضافت العلي، أننا نهدف من المنتدى، إرسال رسائلنا بأساليبنا، وأننا في إدلب لسنا جهلة وإرهابيين، بل نحن شعب محب للثقافة واعٍ، يقرأ ويكتب ويعمل من أجل العدل والحرية والسلام .
وأعربت العلي عن تفاؤلها بهذا المنتدى الثقافي، بأن يكون النور الذي يسطع، ليوصل رسالتنا السامية وغايتنا النبيلة، على حد تعبيرها.
فيما قال الشاعر والناشط في مجال التعليم رافع الرحمون لوكالة سنا، إن خيزران الثقافي هو منتدى أدبي حر يجمع الكتاب والأدباء والفنانين والمسرحيين وأصحاب الكلمة الأدبية الحرة، وقام على تأسيسه مجموعة من النخب الأدبية، بهدف “إظهار الوجه الحقيقي للأدب” الذي غيبته الأحداث والظروف، وسد الفراغ الحاصل في هذا الميدان، نتيجة الظروف وقلة الاهتمام من الجهات الفاعلة، ليكون الصوت الناطق والمعبر عن هموم السوريين وأحلامهم وتطلعاتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم.
وأضاف الرحمون، أن للأدب الدور الأكبر في “توثيق هذه المرحلة” من خلال التعبير عنها بالشعر والنثر والمسرح والفن وغيره من الفنون، فهو يحمل رسالة عظيمة، لذلك آثرنا في منتدى خيزران أن نخطو هذه الخطوة، ونسهم في حمل هذه الرسالة للارتقاء بالواقع الأدبي والثقافي في هذه المنطقة، بشكل حر من دون وصاية أحد، ومن دون ارتهان لأي أجندات، من منطلق مبدأ الحرية التي هي “منبع الإبداع”.
وتنشط الفعاليات المدنية والمشاريع التنموية في مدينة إدلب ومناطق شمال غربي سورية بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته المنطقة، فهي تضم الآلاف من الطلبة الجامعيين بمختلف الاختصاصات، الأمر الذي يسهم في إيجاد بيئة خصبة وتنوع ثقافي، لإقامة مختلف الأنشطة والفعاليات فيها، وإطلاق مشاريع تنموية في المنطقة، على الأصعدة كافة.: