نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مستشار في حكومة الأسد ومسؤول أمني أوروبي قولهما إن النظام أبلغ إيران أنه لا يريد الانجرار إلى حرب، مشيرة إلى أنّ تأخّر ردّ محور المقاومة على إسرائيل يعود بجزء منه إلى خلافات داخله نتيجة تنوع المصالح.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن عدم رغبة نظام الأسد في الانخراط بحرب شاملة، يأتي في الوقت الذي يعاني فيه من أزمة اقتصادية ناجمة عن سنوات من فرض العقوبات عليه، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات وسخط بين شرائح كبيرة من السوريين في مناطق سيطرة النظام، وهو ما يثير مخاوف عند الأسد من أن الحرب الشاملة قد تفاقم تلك الأزمة.
ومنذ الأيام الأولى من الحرب على غزة، حذّرت دولة الإمارات نظام الأسد من التدخل في الحرب أو السماح بشن هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية، وفقاً لمصدرين مطلعين على الجهود الدبلوماسية الإماراتية تحدثوا لموقع “أكسيوس” الأميركي.
ويأتي هذا في وقت يترقب فيه العالم وإسرائيل والولايات المتحدة تحديداً، رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 من الشهر الماضي في طهران، وأيضاً رد حزب الله على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في غضون ذلك، تعزّز دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل التجسس فوق إيران ولبنان، في الوقت الذي تواصل فيه انتظار الردّ الإيراني المحتمل. وفي غمرة الاستعداد والتأهب، تبقى إسرائيل حائرة بشأن توقيت الردّ الإيراني وحجمه، وتتبدل تقديراتها يومياً تقريباً منذ أكثر من أسبوعين بناء على التطورات. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن ثمة أسباباً إستراتيجية وأخرى محلية أو تكتيكية تؤخر الرد.
ومع أن إيران أكدت أن ردها سيأتي في “الوقت المناسب”، لمحت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن خلافات داخل ما يسمى بـ”محور المقاومة” هو ما يؤخر الرد على إسرائيل، خصوصاً أن المصالح المتنوعة للمجموعات المتحالفة مع إيران، في لبنان والعراق وسورية واليمن، يمكن أن تكون سبباً في تعقيد مسألة ونوعية وحجم الرد.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ متخصص في الشأن الإيراني في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، قوله إن “عقيدة إيران تقوم على دفع التوترات بعيداً عن حدودها، بهدف احتواء العنف، واستنزاف خصومها، ولكنها تتجنب في ذات الوقت الحرب الشاملة”.
وأمس الاثنين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن بلاده سترد على اغتيال هنية “في الوقت المناسب”، مشيراً إلى أن القوانين والمقررات الدولية تضمن لبلاده حق الرد على اغتيال هنية. ولكنه شدد على أن بلاده “لا تسعى إلى التصعيد والحرب في المنطقة”، لافتاً إلى أنها لن تتردد في توظيف جميع قدراتها وإمكاناتها في الدفاع عن مصالحها. وأبرز أن “رد إيران المشروع” على الاغتيال “ليست له علاقة مباشرة” مع مفاوضات وقف إطلاق النار. كما دعا المجتمع الدولي إلى حماية لبنان ودعمه في مواجهة “المغامرات الإسرائيلية.