كشف المكتب المركزي للإحصاء في نظام الأسد عن حجم قوة العمل ومعدلات البطالة حسب الجنس الصادرة بناء على مسح قوة العمل لعام 2022.
وفقاً بيانات المكتب المركزي التي نشرتها صحيفة الوطن الموالية، فإنّ قوة العمل في سورية خلال عام 2022 بلغت 5.964.458 شخصاً ما يعادل 26% من إجمالي عدد السكان الذي قدر وفق المكتب بـ 23.2 مليون نسمة، وبنسبة تراجع بلغت 9% عن عام 2010 والتي كانت 6.5 ملايين شخص.
وأوضحت البيانات أنّ عدد المشتغلين في العام 2022 بلغ 4،550،797 مشتغلاً ما يمثل نسبة 20% من إجمالي عدد السكان، و76% من إجمالي حجم قوة العمل، بلغ نسبة الذكور منهم 78% بحوالي 3.5 ملايين مشتغل، في حين بلغت نسبة الإناث منهم 22% من إجمالي العاملين بحوالي 992 ألف مشتغلة، بمعدل تراجع بلغ 10% مقارنة بعام 2010 والذي كان أكثر من 5 ملايين مشتغل.
وبلغ عدد المتعطلين عن العمل (15 سنة فأكثر) 1.413.661 متعطلاً بنسبة 6% من إجمالي السكان و24% من جحم قوة العمل، منهم 1.178 مليون متعطل لم يسبق لهم العمل سابقاً ما يعادل 83% من إجمالي المتعطلين.
في حين بلغ عدد المتعطلين الذين خسروا عملهم نحو 235 ألفاً، في وقت كان التعطل وفق الجنس من نصيب الإناث بنسبة 53% حيث بلغ عدد المتعطلات ما يزيد على 752 ألف متعطلة، في حين بلغت نسبة المتعطلين من الذكور 47% بعدد 661 ألف متعطل، بنسبة نمو بإجمالي عدد المتعطلين عن العمل في عام 2010 بلغ 197 بالمئة والذين كانوا نحو 476 ألف عاطل.
من جانبه، قال مدير مكتب الإحصاء الأسبق شفيق عربش: “من خلال النقاش مع الزملاء من الأساتذة المختصين في البيانات الخاصة بالقوة البشرية وقوة العمل تبيّن وجود إشكاليات كبيرة في البيانات الإحصائية، بدءاً من العدد المقدّر عن السكان” والذي وصفه بـ “المبالغ به بشكل كبير وخاصة في ضوء المعلومات عن الهجرة الكبيرة التي حصلت خلال سنوات الحرب والتي تعتبر أرقام المرفوع الدعم عنهم بسبب السفر أحد المؤشرات على ارتفاع عدده”.
وأشار إلى أنّ البيانات المتعلّقة بقوة العمل يشوبها نوع من الخلل، إذ إنّه من غير الواقعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بالبلاد والتي لجهة البيانات المتعلقة بالمشتغلين والمتعطلين عن العمل.
من جهتها، أوضحت الباحثة الاقتصاد رشا سيروب أنّ البيانات أظهرت انخفاض في قوة العمل بأكثر من 270 ألف شخص، أي أنّ عدد الذين يبحثون عن عمل انخفض بمقدار 270 ألف شخص، وهذا من المفترض أن ينعكس على انخفاض في معدلات البطالة، لكن البيانات أظهرت ارتفاعاً في معدلات البطالة إلى 23.7% وهي ناتجة عن فقدان أكثر من 320 ألف فرصة وظيفية.
ونبّهت إلى أنّ “المؤشرات ذات الخطورة ليس ارتفاع معدلات البطالة فحسب، بل أيضاً عندما نعلم أن أكثر من 83% من العاطلين عن عمل لم يعملوا سابقاً، بمعنى في سورية قوة بشرية تبلغ 1.17 مليون شخص يفتقدون الخبرات والمهارات العملية، وهو ما يشكل تهديداً على كفاءة رأس المال البشري وتدهور المخزون التراكمي للخبرات وما يمثله من انعكاس على إضعاف القدرة على النمو الاقتصادي القائمة على الموارد البشرية”.
وحول المتعطلين عن العمل، فإنّ محافظة ريف دمشق حقّقت العدد الأكبر من المتعطلين عن العمل بنسبة 24% بأكثر من 338 ألف متعطل، وفي المرتبة الثانية جاءت محافظة اللاذقية بنسبة 14% وبأكثر من 192 ألف متعطل، ثم محافظة طرطوس بنسبة 11% وبأكثر من 150 ألف متعطل، وتلتها العاصمة دمشق بنسبة 10% بحوالي 145 ألف متعطل، ثم محافظة حمص بنسبة 9% بأكثر من 120 ألف متعطل، ثم حماة بنسبة 7% بأكثر من 103 آلاف متعطل، فحلب (لم يشمل المسح جزءاً منها) بنسبة 6% وحوالي 90 ألف متعطل، ثم محافظة درعا بنسبة 5% بأكثر من 71 ألف متعطل.
وتساوت محافظة السويداء مع درعا بالنسبة، حيث بلغ عدد المتعطلين 67 ألف متعطل، يليها الحسكة بنسبة 3% وبأكثر من 43 ألف متعطل فمحافظة الرقة (لم يشمل المسح جزءاً منها) بنسبة 2% وبأكثر من 32 ألف متعطل، فمحافظة القنيطرة بنسبة 2% بأكثر من 25 ألف متعطل، يليها محافظة إدلب (لم يشمل المسح جزءاً منها) بنسبة 1% وبأكثر من 16 ألف متعطل، وأخيراً محافظة دير الزور (لم يشمل المسح جزءاً منها) بحوالي 1% بأكثر من 15 ألف متعطل عن العمل.
وأظهرت البيانات أنّ التعطل عن العمل تركز في فئة الشباب، حيث بلغت نسبة التعطل بين الشباب بعمر 20 – 24 سنة نسبة 35% بأكثر من 492 ألف متعطل بلغت نسبة الإناث المتعطلات منهم 46% بأكثر من 224 ألف متعطلة، وفي فئة الشباب بأعمار 25 – 29 بلغت النسبة 24% بأكثر من 346 ألف متعطل، بلغت نسبة الإناث المتعطلات منهم 76% بأكثر من 264 ألف متعطلة.
وفيما يتعلّق بتوزّع المتعطلين حسب الحالة التعليمية، فقد احتل حملة الشهادة الثانوية النسبة الأكبر بـ47% بأكثر من 670 ألف متعطل، يليها دارسو الابتدائية بحوالي 239 ألف معطل، ثم حملة الشهادة الجامعية فأكثر بنسبة 15% بحوالي 207 آلاف متعطل، ثم من هم دون التعليم الأساسي بنسبة 12% بأكثر من 171 ألف متعطل، وأخيراً خريجو المعاهد المتوسطة بنسبة 9% بأكثر من 125 ألف متعطل عن العمل.