كرّر نظام الأسد رفع تعرفة النقل الداخلي، حيث أصدر “مجلس محافظة حماة” وسط سورية، تسعيرة جديدة، في وقت خفض النظام عدد طلبات المحروقات في دمشق، ما أدى إلى تفاقم أزمة النقل والمواصلات بشكل كبير جداً، ولا سيما مع عودة المدارس.
وحسب بيان صادر عن مجلس تحدد أجور النقل الداخلي ضمن المدينة لوسائط النقل العاملة على المازوت بين 700 و500 ليرة، ومن المرجح أنه صدر بيانات مماثلة بهذا الشأن من قبل المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وأعلن مدير محروقات حماة “عباس غضة”، عن صدور قرار بتخفيض 30% من المحروقات من مخصصات وسائل النقل على جميع الخطوط بين المحافظات، وكذلك في الخطوط الداخلية.
ولفت إلى تخفيض عدد الرحلات بين بلدات ومدن حماة وبين دمشق، الأمر الذي سيخلق إشكاليات كبيرة وازدحامات غير مسبوقة، وسط إجراءات معقدة جديدة إعداد مراسلة الإدارة العامة لشركة المحروقات لبيان إمكانية قفل أجهزة التعقب.
وأكدت جريدة تابعة للنظام أن قرار تخفيض مخصصات المازوت غير صائب في الوقت غير المناسب، لكن لكل قرار مبرراته وأسبابه، غير أن توقيت هذا الإجراء في غاية الصعوبة، لكونه تزامن مع افتتاح المدارس وبعدها الجامعات.
ونقل موقع مقرب من نظام الأسد عن مصدر مسؤول في محافظة دمشق قوله إن سبب الازدحامات وعودة أزمة النقل إلى خطوط العاصمة هو قلة عدد الطلبات المخصصة للمحافظة من مادة المحروقات.
وأضاف أن ذلك انعكس على واقع تأمين المادة للسرافيس ووسائل النقل الجماعي، وأكد أن المحافظة قبل التخفيض الحالي تعاني من أزمة بقلة عدد الطلبات بوجود نقص واضح.
وقدر انخفاض عدد الطلبات من 16 طلب مازوت يومياً إلى 12 طلباً في الوقت الراهن علماً أن الحاجة تتجاوز الـ 20 طلباً يومياً، الأمر الذي انعكس على تقليل ” طلبات النقل” بما يتجاوز 80 ألف ليتر يومياً.
وبدء العام الدراسي الجديد، تعمقت أزمة الازدحام التي تشهدها معظم خطوط محافظة دمشق منذ عدة أيام نتيجة لانخفاض عدد طلبات تعبئة المازوت لوسائط النقل العامة، إذ فاضت اليوم المواقف العامة والطرقات بالمواطنين المنتظرين لوسائط النقل.
واشتكى عدد من السائقين بأنهم يضطرون ولاستمرارهم بتخديم الخطوط للحصول على المازوت بالسعر الحر إذ يقومون بشراء ليتر المازوت بسعر يتراوح بين 13- 15 ألف ليرة سورية.
وصرّح عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق لقطاع التموين والمحروقات “قيس رمضان” بأن سبب أزمة الازدحام نقص المازوت، وذكر أن حل الأزمة يكون عبر زيادة الكميات الواردة.
واعتبر أن وجود صعوبة بتأمين السائقين لمادة المازوت لا يعني أنه يحق لهم زيادة تعرفة الركوب، مؤكداً أنه يتم تسطير مخالفة بحق كل سائق يضبط بجرم زيادة التعرفة.
وقال الإعلامي الموالي “وسيم عيسى”، إنه فجأة وبدون مقدمات أغلب خطوط النقل العام في دمشق بلا مازوت ما السبب لا أحد يعلم، وفق تعبيره.
وتابع أن “منذ حوالي الأسبوع تعاني أغلب خطوط النقل العام السرافيس من عدم توفر مادة المازوت في الكازيات، هل يشاهد مسؤولينا الأعزاء المسؤولين عن قطاع النقل العام المواطنين في الطرقات؟!”، حسب نص المنشور.
وكانت قد كشفت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد عن غياب وسائل النقل العامة بشكل جزئي وبالأخص خلال وقت الذروة، مع استمرار معاناة سكان دمشق وريفها التي يبررها النظام بقلة توريدات النفط، وغيرها من الذرائع الكاذبة.