اعتقلت قوات الأسد العديد من النازحين السوريين العائدين من لبنان في مناطق مختلفة من الأراضي السورية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، اليوم الأربعاء، من لاهاي، أنّ الأجهزة الأمنية التابعة للنظام اعتقلت العديد من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة منذ 23 أيلول الماضي.
وأشارت الشبكة إلى أنها وثقت اعتقال ما لا يقل عن تسعة لاجئين سوريين معظمهم من أبناء محافظة ريف دمشق، بدعوى أنهم مطلوبون للخدمة الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام.
وأوضحت أن عمليات الاعتقال جرت عند المعابر الحدودية الرسمية وغير الرسمية بين لبنان وسورية، واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق.
وكانت الشبكة قد ذكرت، في تقرير لها، في حزيران الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أنها وثقت ما لا يقل عن 4714 حالة اعتقال لعائدين من اللاجئين والنازحين، على يد قوات النظام، منذ مطلع عام 2014 حتى ذلك الوقت، مشيرة إلى أن النظام أفرج عن 2402 منهم، ولا يزال 2312 شخصاً رهن الاعتقال.
وبلغ عدد الأشخاص القادمين من لبنان إلى مناطق “الإدارة الذاتية” منذ 24 الشهر الماضي 11814 شخصاً، وفق ما أعلنت الإدارة اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنهم دخلوا من معبري الطبقة والتايهة، من بينهم 23 من حملة الجنسية اللبنانية، وثمانية جثث لسوريين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت مصادر محلية، إن حواجز قوات النظام تعمد إلى ابتزاز العائدين مالياً، وتفرض رسوماً على كل حافلة، إضافة إلى تلقي رشاوى من الأشخاص الذين تبلغهم بأن عليهم خدمة عسكرية مقابل السماح لهم بالمرور أو التعرض للاعتقال.
وكانت منظمات حقوقية عدة قد أكدت بدورها حدوث عمليات اعتقال للنازحين السوريين العائدين من لبنان. وتقول تقارير رسمية لبنانية إن عدد النازحين الذين دخلوا سورية بين 23 و30 أيلول الماضي بلغ حوالي 240 ألف شخص، منهم 176 ألفاً من السوريين و63 ألفاً من اللبنانيين.
من جانبها، نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام اليوم عن مصدر في إدارة الهجرة والجوازات قوله إن عدد الوافدين اللبنانيين إلى سورية بلغ نحو 65 ألفاً ونحو 175 ألف عائد سوري حتى الآن.