26.4 C
Damascus
الجمعة, أكتوبر 18, 2024

انسحاب أم إعادة تموضع.. تداعيات تحركات النقاط العسكرية العسكرية في الجنوب السوري

خاص | وكالة سنا

أثارت الانسحابات العسكرية الروسية المتتالية في الأيام الأخيرة من نقاط مراقبة قرب خطوط التماس مع الجولان السوري المحتل، تساؤلات حول التموضع الروسي في إطار المواجهة المتفاقمة في لبنان، والتي انتقلت شظاياها بسرعة إلى الجغرافيا السورية، وكذلك حول أولويات روسيا خلال المرحلة المقبلة على صعيد التطورات المنتظرة.

خلال الأيام الأخيرة، ترددت معطيات عن إخلاء القوات العسكرية الروسية، بشكل مفاجئ، مواقع وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “إستراتيجية”

ونقلت مصادر أن أبرزها كان نقطة مراقبة في تل الحارة بريف درعا الشمالي، قبل أن تظهر معطيات إضافية عن انسحابات مماثلة من تل الشعار وتل مسحرة في ريف القنيطرة. وقامت القوات الروسية بتجميع معداتها وأنزلت العلم الروسي من المواقع قبل الانسحاب.

اللافت في الموضوع أن القوات الروسية تجنبت التعليق على المعطيات، ولم يصدر أي بيان توضيحي لأسباب هذه الانسحابات، ما أثار تكهنات كثيرة، خصوصاً في ظل تزايد نشاط القوات الإسرائيلية في المناطق المحيطة بهذه المواقع.

وبات معلوماً أن الخطوة الروسية جاءت بعد تحركات عسكرية للقوات الإسرائيلية، قبل أيام قرب الشريط الحدودي بين محافظة القنيطرة والجولان السوري المحتل. تمثّلت هذه التحركات بتمركز عدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان السوري المحتل.

كما أن إسرائيل كانت قد شرعت، خلال الأشهر الفائتة، بفتح ممرات في الجولان السوري، وتفجير حقول ألغام بمحاذاة خط وقف إطلاق النار عدة مرات، بالتوازي مع تصاعد الاستهدافات داخل الأراضي السورية، وانتشار معلومات من الجانب الإسرائيلي عن وصول قوات نخبة من الميليشيات الإيرانية إلى الجنوب السوري.

ومعلوم أن موسكو كانت قد نشرت في وقت سابق في المنطقة، 17 نقطة مراقبة عسكرية، وسيرت دوريات قرب خطوط التماس لتثبيت وقف التصعيد بين مجموعات تابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني وإسرائيل.

 

أسباب وتداعيات الانسحاب

يرى مدير مركز إعلام السويداء مرهف الشاعر، أن هناك تصعيداً إقليمياً وحرباً معلنة على أذرع إيران في المنطقة، من قبل إسرائيل في غزة والجنوب اللبناني، وبات الجنوب السوري على صفيح ساخن.

وقال في حديثه لوكالة سنا، إن رفض التواجد الإيراني في المنطقة، قد يقضي على الاتفاقات الإقليمية والدولية، وقد تتغير المعادلة على غير ما يأمل كثيرون.

وأضاف الشاعر أن انسحاب الأرتال الروسية من مناطق تواجدها في تل الحارة الإستراتيجي شمالي مدينة درعا، سوى دلالة جديدة على سحب روسيا يدها من الجنوب السوري بعد أن تعهدت في العام 2018 باستقرار الوضع الأمني فيه، ووقف التهديدات الإيرانية لإسرائيل، إلا أن تغير السياسات وتبدل المصالح ودخولها في الحرب الأوكرانية، غير أولوياتها.

وأشار إلى أن الروس يهمهم من سورية قاعدة حميميم المحافظة على نفوذها في الساحل أكثر من الجنوب، وبالأخص بعد تقارب رأس النظام مع المبادرة العربية وسعيه أيضاً للتضحية بالحليف الإيراني مقابل المحافظة على كرسيه، وعدم الرد ولو بالتصريحات على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة دليل على ذلك .

وفق الشاعر فإن انسحاب القوات الروسية من الجنوب السوري، سيمهد لمرحلة جديدة من توسع دائرة الحرب والصراع وتغيير خرائط النفوذ في المنطقة، إما بحرب معلنة مدمرة وكارثية، وإما عبر تسوية وصفقة سيكون الأسد شريكاً أساسياً فيها مع إسرائيل لخلق إقليم جديد في الجنوب السوري.

 

تجمعات الميليشيات في الجنوب

بحسب المحلل السياسي هشام اسكيف، فإن هناك تجمعات للميليشيات التابعة لإيران في الجنوب السوري، لديها تحركات مستمرة بالقرب من الجولان، لكن الميدان هو من يثبت قوة وجدية هذه التحركات.

كما أن هناك مؤشرات كانت تقول أن الهجوم الإسرائيلي لا يشمل الجنوب السوري ومراكز الإمداد، والقضاء على التهديدات من هذه المناطق، لكن ما شوهد من خلال الغارات الإسرائيلية على مطار خلخلة والثعلة والرادار والمطار الزراعي، فهذه المناطق كانت مستبعدة من القصف الإسرائيلي، ثبت أنها مراكز تجميع قوات إيرانية وإطلاق مسيّرات من قبل الميليشيات العراقية الولائية لإيران.

يستبعد اسكيف أن تقوم هذه الميليشيات بشن هجمات عسكرية على مناطق إسرائيلية، بسبب الرسائل القاتلة التي أرسلتها إسرائيل باغتيال أغلبية قادة “حزب الله” في سورية ولبنان، وقادة كبار من “الحرس الثوري” الإيراني، وخاصة ما حصل منذ يومين في درعا وحسياء، فالميليشيات هي بحالة دفاعية، وفق ما قاله في حديثه لوكالة سنا.

 

إعادة تموضع

فيما قال الباحث في مركز عمران علي عبد المجيد لوكالة سنا، إن تحركات الروس الأخيرة في تل الحارة بالجنوب السوري، تدخل ضمن إطار إعادة تموضع وليس انسحاب من المشهد، ليكونوا على مسافة قريبة عند احتدام الصراع بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية الموجودة في سورية.

ولكن اللافت وفق عبد المجيد أن الروس انسحبوا من المنطقة وتركوا قوات الأسد وميليشيات إيرانية، وهذا يعطي مؤشراً أن الروس غير منخرطين ومعنيين بالصراع الدائر في جنوب لبنان وانعكاساته على سورية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار