22.4 C
Damascus
الجمعة, أكتوبر 18, 2024

نظام الأسد بين مطرقة القصف الإسرائيلي وسندان الغضب الإيراني

تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الميليشيات الإيرانية في سورية، من خلال القصف الجوي المركز على مواقعها العسكرية، إضافة للاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قادتها، أثار جملة من التساؤلات حول مستقبل إيران وميليشياتها في سورية ومناطق انتشارها في دول إقليمية أخرى.

ومنذ عام 2012 زج “الحرس الثوري الإيراني” بالكثير من الميليشيات على أرض سورية، وبعدما حققت طهران هدفها مع روسيا بتثبيت رئيس النظام، بشار الأسد، على كرسي الحكم اتجهت بعد ذلك إلى التوغل في قطاعات اقتصادية واجتماعية، كما حجزت لها دوراً كبيرا في المشهد السياسي في سورية، وفق ما تؤكده محطات مسار” أستانة “.

بالتوازي مع الوجود الإيراني القوي في سورية، يتعرض وكيلها في لبنان لسلسلة ضربات كانت أسفرت قبل أسبوعين عن مقتل أمينه العام حسن نصر الله وقادة الصف الأول والثاني، وشرقاً، مرورا بسوريا تكاد لا تهدأ الضربات التي تنفذها إسرائيل، في مسعى منها لقطع طرق الإمداد للجماعة اللبنانية.

مستقبل إيران في سورية

وعن مستقبل الدور الإيراني في سورية قال الباحث حسن النيفي لوكالة سنا، إن المواجهة التي كانت تتحاشاها إيران مع إسرائيل أصبحت اليوم أمراً واقعاً، فالحرب لم تعد بين أذرع إيران وإسرائيل إنما مع إيران ذاتها وإن كانت بوتيرة أقل، ومن الواضح أن إسرائيل بعدما استطاعت إحداث انهيارات كبيرة داخل صفوف ميليشيا حزب اللهـ التي وصلت لمرحلة القضاء على الحزب ” على الأقل عسكرياً “، وتطبيق القرارات الدولية بهذا الخصوص.

ويرى النيفي أن إسرائيل ستستمر بضرب أذرع إيران ليس في لبنان فقط إنما في سورية ايضاً، وهذا أمر حاصل حتى قبل عملية 7 أكتوبر في غزة، فعمليات استهداف الميليشيات الإيرانية في سورية مستمرة، ولكنها انتقلت من عمليات انتقائية إلى حرب مفتوحة.

وأضاف أن هناك احتمالية لقيام معركة برية في سورية، وتتوقف محدوديتها أو توسعها، على مدى انخراط قوات الأسد بجانب الميليشيات الإيرانية في المعركة الدائرة، عندها ستتوسع إلى حرب برية واسعة النطاق.

حياد سورية

التزم نظام الأسد الصمت المطبق حيال الأحداث الساخنة في لبنان، وسط احتمالية تدحرج كرة النار إلى سورية، والتي اتخذت إطار الاغتيالات المباشرة لشخصيات فاعلة.

ويعتقد النيفي أن موقف بشار الأسد بغاية الحرج، فقدى نأى بنفسه والتزم الصمت بناء على النصائح الروسية، كذلك بهدف الحفاظ على سلطته بالدرجة الأولى، وهو يدرك أنه إذا بأي مبادرة سيكون نظامه مهدد بالسقوط.

ونوَه النيفي إلى أن هذه المعادلة بالغة التعقيد، فإذا تتالت الضربات الإسرائيلية على الميليشيات الإيرانية في سورية، فعندها من الممكن أن تجبره إيران على الدخول في مواجهة مع إسرائيل، عندها سيكون قد غامر بمصيره.

وتركز إسرائيل حملتها الآن على حزب الله في لبنان، ورغم أنها ما تزال منخرطة في العمليات العسكرية بقطاع غزة تكاد تبدو هذه الجبهة ثانوية بالنظر إلى المجريات التي حصلت، خلال الأسبوعين الماضيين.

ويسود ترقب في الوقت الحالي بشأن طبيعة “الرد الانتقامي” الذي ستنفذه إسرائيل ضد إيران، بعدما شنت الأخيرة هجوماً عليها بالصواريخ البالستية.

وتنعكس حالة الترقب أيضاً على ما ستؤول إليه مجريات الحملة في جنوب لبنان، وما إذا كانت إسرائيل ستوسع مسرح عملياتها ليشمل سورية، التي تنتشر فيها ميليشيات كثيرة لإيران، وتعتبرها الأخيرة دولة محورية في المحور الذي تقوده، وهو ما أشار إليه المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، مطلع العام الحالي.

هل يخاطر من أجل إيران؟

على مدى السنوات الماضية تغلغلت إيران عسكرياً في مختلف أنحاء سورية وشتى مجالاتها وكان الكثير من قادتها يجولون في محافظات البلاد، وأشهرهم قاسم سليماني الذي قتل بضربة أميركية قرب مطار بغداد.

وبعدما خاضت معظم المعارك ضد فصائل المعارضة وحرفت بوصلة الميدان لصالح الأسد إلى جانب الدعم المقدم من روسيا انتقلت مؤخرا إلى مرحلة الانتشار والتثبيت.

وفق حسن النيفي فإن علاقة بشار الأسد بإيران باتت عبئاً عليه، بينما كانت بالأمس القريب إيران هي السند الأكبر، فالمواجهة الأخير بين إيران واسرائيل، جعلت بشار الأسد أمام خيارين، إما أن يكون مع إيران، أو مع الحياة مئة في المئة.

ولا يعتقد النيفي أن بشار الأسد بعد أن اختار الحياد أن يصمد أكثر، كما لا يستطيع، كما لا يستطيع أن يقف مع إيران مئة في المئة، فهو لا يستطيع ذلك، لأن إيران تسيطر اليوم على أهم مفاصل الدولة السورية، فالقرار ليس بيده، كما أن ايران باتت تشكل خطراً عليه، إن أراد التبرؤ منها، على حد قوله.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار