12.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 14, 2024

تركيا متحمسة.. ملف شرق الفرات على الطاولة الأمريكية التركية

تتسارع الأحداث السياسية عقب فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في ولاية رئاسية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، فبدت تركيا متحمسة في إيجاد حل لملف شرق الفرات، وهو الملف الشاغل لها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 8 من تشرين الثاني: “سنواصل محادثاتنا مع دونالد ترامب في الفترة الجديدة، ونناقش كيف سنشكل تطورات الشرق الأوسط بحسب التطورات عبر دبلوماسية الهاتف كما في السابق. على سبيل المثال، سننظر في انسحاب القوات الأمريكية من سورية”.

وفي 6 من تشرين الثاني الحالي، قال روبرت كينيدي جونيور، وهو أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إنه يريد سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سورية.

وذكر روبرت في حديثه مع شبكة “تاكر كارلسون” الأمريكية، خلال بث مباشر لتغطية نتائج الانتخابات الرئاسية، أن الرئيس ترامب أعرب عن نواياه بشأن سحب قواته من شمال شرقي سورية، في أثناء رحلة بالطائرة.

وأضاف كيندي، الذي من المتوقع أن يلعب دوراً رئيسياً في حكومة ترامب، “كنا نتحدث عن الشرق الأوسط، وأخذ ترامب ورقة ورسم عليها خريطة للشرق الأوسط مع جميع الدول الموجودة عليها، وهو ما لم يتمكن معظم الأمريكيين من فعله”. كان ترامب ينظر بشكل خاص إلى الحدود بين سورية وتركيا، وقال، لدينا 500 جندي على الحدود بين سورية وتركيا ومعسكر صغير تعرض للقصف، بحسب ما نقل عنه كينيدي.

وقال كينيدي إن ترامب أبلغه بوجود 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفاً في سورية، ولم يحدد ما إذا كان يقصد قوات النظام أم (قسد)، أم مزيجاً من الاثنين.

ثم قال ترامب له، “إذا واجهوا بعضهم بعضاً، فإننا سنكون في الوسط، وسنصبح وقوداً للمدافع في حال اندلاع قتال بين الأطراف المتصارعة”، ثم ختم ترامب حديثه قائلاً، “أخرجوهم”، في إشارة إلى القوات الأمريكية الموجودة في سورية.

من جانبه، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تتطلع بلاده لإنهاء سيطرة الإدارة الذاتية على مناطق من سورية، أكد مطالبه من الولايات المتحدة، غداة إعلان فوز دونالد ترامب.

ونقلت صحيفة “حرييت” التركية حديث الرئيس التركي للصحفيين، بالقول إن أنقرة لا تزال مصممة على سياستها المتمثلة في إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودها الجنوبية.

هل تنسحب أمريكا؟

المحلل السياسي هشام اسكيف قال لوكالة سنا، إن
احتمالات التفاهم بين أنقرة و واشنطن ترتفع بشكل متزايد ليس فقط لانتخاب ترامب الذي تربط أردوغان صداقة شخصية بدونالد ترامب، بل لأن الطاقم الذي أدار العلاقات لواشنطن في الشرق الأوسط عموماً وشرق الفرات خصوصاً ذهب بشكل نهائي، وعلى رأسه مستشار الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورت، والذي كان لديه توجه غير قويم تجاه تركيا وداعم لميليشيا قسد بكل قوة.

ويعد بريت ماكغورك مهندس العلاقة بين الإدارة الذاتية التابعة لميليشيا قسد والإدارات الامريكية، وكان من أشد المدافعين عن فكرة بقاء القوات الأمريكية في سورية، خلال الولاية السابقة لدونالد ترامب. واستقال ماكغورك من منصبه على خلفية إصرار ترامب على الانسحاب من سورية.

وأضاف اسكيف، أنه من المتوقع حدوث انفراجات في العلاقات التركية الأمريكية وفي قضية انسحاب القوات الامريكية، فنحن أمام رئيس يؤمن بتقليص تدخل قواته عموماً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك مناسباً لمصالح الولايات الامريكية، خاصة أن ارتفاع احتمال حلول إيران مكان أمريكا تبقى أيضاً مرتفعة، وليس هذا الوقت الذي تريد أن ترى فيه أمريكا أن تكسب ايران نفوذاً، بل على العكس هذه الإدارة تؤمن بتقليص نفوذ إيران، ويمكن أن تصل الى إنهائه إن تطلب الأمر

قسد تبارك بفوز ترامب

منذ إعلان فوز ترامب، تهافتت المباركات من أطراف تتبع لـ”الإدارة الذاتية” التباعة لميليشيا قسد في شمال شرقي سورية، في نفس الوقت، قالت ممثلة (مسد) في أمريكا، سينم محمد، إن السياسة التي سيتبعها ترامب ستكون مختلفة عن سياساته سابقاً.

وعقب إعلان فوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت “الإدارة الذاتية” بياناً هنأت فيها ترامب، وقالت إنها تتطلع إلى دور ريادي يسهم في تحقيق الاستقرار، ويعزز جهود مكافحة الإرهاب، ويحد من مساعي تهديد الأمن الإقليمي والدولي.

بحسب محللين لوكالة سنا، فإن ميليشيا قسد كانت تشعر براحة أكبر من خلال تلقيها الدعم مع إدارة أمريكية “ديمقراطية”، أكثر مما كان عليه الوضع خلال ولاية ترامب السابقة، الذي يمثل الإدارة “الجمهورية” الأمريكية.

ويرى المحللون أن عودة ترامب الذي تعتبره ميليشيا قسد صاحب تاريخ سيئ معها، بعد أن سحب القوات الأمريكية من مناطق في ريف الحسكة والرقة وحلب، تاركاً القوات التركية تتغلغل فيها على حساب سيطرتها، دون وجود شخص مثل ماكغورك فيها، قد تعتبر ميليشيا “قسد” هذه مشكلة ستواجهها مستقبلاً.

وتوقعت مصادر دبلوماسية في أنقرة، وفق ما نقلته “BBC” بنسختها التركية، أن أنقرة تتوقع توقف إدارة دونالد ترامب عن دعم ميليشيا قسد.

وأضافت أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية أعيدت مناقشتها مؤخراً في واشنطن، وقد تجري عملية انسحاب أمريكي من سورية بيم عامي 2025 و2026.

ولفتت إلى أن أحدث اجتماع رفيع المستوى بين أنقرة وواشنطن بشأن سورية، جاءت ضمن نطاق زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي جون باس إلى تركيا في أيلول الماضي.

وأضافت المصادر لـ”BBC” أن الولايات المتحدة ليس لديها حتى الآن أجندة للانسحاب رسمياً، لكن أنقرة تلقت رسالة مفادها “يجب حل المشكلة على أساس التعاون”.

ومن بين التقييمات التي تم إجراؤها في أنقرة أن هذه المراجعة التي بدأتها الإدارة الأمريكية الحالية ستستمر بعد وصول ترامب إلى السلطة، وأن أنقرة وواشنطن يمكن أن تتوصلا إلى اتفاق في هذا الإطار.

وتعتبر الولايات المتحدة داعماً ميليشيا قسد ومظلتها السياسية “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سورية، وتسيطر الأخيرة على مساحات واسعة شرق نهر الفرات تضم محافظات الرقة والحسكة، وأجزاء من حلب ودير الزور.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار