8.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

لاختبار وفاء الأسد…زيارات إيرانية مكثفة للنظام

استقبل نظام الأسد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، والوفد المرافق له في دمشق، حيث ناقش الطرفان قضايا تتعلق بالمنطقة.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة النظام، ركزت المباحثات على “تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته بما يساهم في استقرار المنطقة وأمنها”.
وأكد رأس النظام بشار الأسد خلال لقائه بزاده أن “القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية، نظراً لأن أخطاره تهدد شعوب العالم بأسره”.
ولم يشر البيان إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، التي شهدت تصاعداً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية، مستهدفة القوات والميليشيات الإيرانية.
ووصل وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى دمشق مساء أول أمس السبت، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في النظام، بمن فيهم بشار الأسد ووزير الدفاع.
وفي تصريح صحفي عند وصوله، أكد نصير زاده أن العلاقات بين طهران ودمشق تتطور باستمرار، واصفاً سورية بأنها “ذات دور إستراتيجي وبارز جداً في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأوضح نصير زاده أن زيارته تأتي بناءً على دعوة من وزير الدفاع في حكومة الأسد، في إطار تعزيز التعاون الثنائي.
وقبل زيارة وزير الدفاع الإيراني، نقل علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، رسالة من المرشد علي خامنئي إلى بشار الأسد.
وتأتي الزيارة وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على مواقع تابع للقوات والميليشيات الإيرانية في سورية وخاصة دمشق، وسط صمت من نظام الأسد، الذي ينأى بنفسه عن المحور الإيراني عقب شن إسرائيل عدواناً على غزة ومن ثم لبنان.

الهدف من الزيارة
تأتي زيارة وزير الدفاع الإيراني في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، حيث تكثّف إيران زياراتها الدبلوماسية والعسكرية إلى المنطقة، لا سيما سورية ولبنان، كما يواصل “نتنياهو” رفع مستوى التصعيد الأمني والعسكري ويهدّد مع صعود “ترمب” بضربة أمريكية إسرائيلية مشتركة، لم تكتمل بعد ملامح طبيعتها وحجمها ضد نووي طهران.
المحلل العسكري العقيد عماد شحود قال لوكالة سنا: إن الواضح أنه بعد القمة العربية الإسلامية الأخيرة في الرياض والتي حضرها رأس النظام بشار الأسد، جاءت زيارة وزير الدفاع الإيراني للتأكد ماذا إذا كان بشار الأسد مازال معهم أم أنه انحاز للجانب العربي.
أضاف شحود أن إيران تعرف أن الجبهة السورية هي بعد غزة ولبنان وبعدها ساحة العراق، وهدف إيران ألا تصل ساحة المعركة إلى العراق إنما إيقافها في سورية، فإذا بقيت الجبهة السورية صامتة سينتقل نتنياهو فوراً إلى العراق وإيران.
وفق المحلل العسكري فإن هدف إيران إدخال الأسد في المعركة لتبقى سورية ساحة المعركة، وكلام الإيراني صريح على لسان لاريجاني قبل زيارة وزير الدفاع، والرسالة واضحة للأسد بأن تكون معنا في هذه الحرب أو مع إسرائيل.
يرى العقيد شحود أن الأسد لا يستطيع رفض الطلب الإيراني، لأن إيران متغلغلة داخل المفاصل الأمنية للنظام، حتى أن لديهم وصول لداخل قصر بشار الأسد، فحياة الأسد بيد إيران على حد وصفه.
الأسد وافق أن يكون ضمن الجبهة الإيرانية وفق ما يعتقد الشحود، وهذا الرد وصل لكبير مستشاري الخامنئي “لاريجاني”، وعلى هذا الأساس جاء وزير الدفاع الإيراني والاستخبارات بعد يومين لتنسيق العمل العسكري والأمني بناء على توصيات الخامنئي، وبالتالي تحريك الجبهة السورية ضد إسرائيل.

تحركات إيرانية في الجنوب
شهدت منطقة القنيطرة في الجنوب السوري مؤخراً تحركات عسكرية للميليشيات الإيرانية والتي تتزامن مع التصعيد مع إسرائيل في لبنان وسورية.
وفي حديث سابق مع المحلل السياسي الدكتور باسل معراوي، قال إن التحركات الايرانية تهدف الى تحصين مواقع الميليشيات التابعة لها فيها وتأمين مخازن سلاح ومستودعات لوجستية وأنفاق، وهي إستراتيجية إيرانية قديمة عاد الاهتمام لها بعد خسارة وشيكة لأذرعها في جبهات غزة ولبنان، لتبقى الجبهة في القنيطرة هي الجبهة الوحيدة مع إسرائيل، على أمل إبقاء تلك الورقة بيد طهران للتفاوض بشأنها.

اختبار وفاء الأسد
وفق مراقبين فإن طهران تسعى إلى اختبار مدى وفاء نظام الأسد على خلفية دعمها غير المسبوق له خلال سنوات الحرب، وهي تحاول في ظل الحرب الوجودية التي تهدد ميليشيا “حزب الله” والتهديدات المتكررة باستهداف ترابها مرة أخرى، التأكد من أن استثماراتها الضخمة في بقاء “الأسد” لم تكن خاسرة.
لذلك، قد تعتقد طهران، في حال قدرتها على تفعيل الجبهة السورية وتحويلها إلى جبهة ساخنة، أنها ستكون قادرة على تشتيت الجهود الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب، وأنّ ذلك يمنحها حيزاً للمناورة والتحرك في مواجهة مشروع حصار طهران القادم.
بناء عليه، تبدو زيارة كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني، والزيارة التالية المفاجئة لوزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، تهدف إلى تنسيق الجهود للدول الثلاث من خلال القول بأنّ “طهران ومحورها لن يكونا غير مبالين، بل مستعدين لمواجهة سيناريوهات مختلفة والرد عليها بشكل مناسب”

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار