10.1 C
Damascus
الإثنين, نوفمبر 25, 2024

تحول في الموقف التركي تجاه الأسد… هل انتهت مسيرة التطبيع؟

في خطوة جدية أعلنت تركيا عبر تصريح لوزير خارجيتها، هاكان فيدان، أن رأس النظام، بشار الأسد، لا يريد السلام في سورية، مؤكداً أن جهود روسيا وإيران، في إطار “مسار أستانة” للحل السياسي، مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، لافتاً إلى استمرار المشاورات التي بدأت مع أميركا بشأن “الأزمة السورية”.

وذكر فيدان، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية لعام 2025 في لجنة التخطيط والموازنة بالبرلمان التركي، والتي استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أنّ توقع تركيا الأساسي أن يتم تقييم الحوار الذي اقترحه الرئيس رجب طيب أردوغان بنهج إستراتيجي من قبل حكومة الأسد بنهج يعطي الأولوية لمصلحة الشعب السوري.

وعن دعوة أردوغان رأس النظام للقاء ومناقشة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أوضح فيدان أن المسألة تتعلق بالإرادة السياسية، وأن أردوغان أعلن إرادته على أعلى مستوى.

الأسد لا يريد السلام

وأضاف أنه أمر ذو قيمة أن يدلي زعيم دولة ديمقراطية (أردوغان) بمثل هذه التصريحات”. وأوضح أن هذه الخطوة غيّرت قواعد اللعبة.

وكان أردوغان قد أكّد الأسبوع الماضي أنه لا يزال يرى أن هناك إمكانية لعقد اللقاء مع الأسد، لكن روسيا التي تتوسط في محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق، استبعدت عقد مثل هذا اللقاء أو عقد لقاءات على مستوى رفيع في المدى القريب.

وأرجع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، إلى رفض تركيا مطالب دمشق بالانسحاب من شمال البلاد، موضحاً أن تركيا تتصرف كـ”دولة احتلال”، وأن الأمر يتعلق بدعمها للمعارضة السورية، وأن القضية الرئيسة هي انسحاب قواتها من سورية.

روسيا تقف على الحياد

وعلى الرغم من عدم صدور أي رد رسمي مباشر على تصريحات لافرنتييف، التي تشكل تحولاً في الموقف الروسي، قال فيدان، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، إن روسيا “تقف على الحياد” نوعاً ما فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، داعياً الحكومة السورية إلى تهيئة الظروف لإعادة 10 ملايين لاجئ سوري.

يرى الناشط السياسي عبد الكريم العمر أن تغير الموقف التركي تجاه الأسد لم يأتِ إلا بعد أن رفض رأس النظام التطبيع عودة العلاقات مع تركيا إلا بشروط، ما أدى إلى اليأس التركي من ذلك.

وقال العمر في حديثه لوكالة سنا، إن الموقف التركي لم يأتِ نتيجة التغيرات الدولية تجاه الأسد، ولم يأتِ نتيجة جملة عوامل أخلاقية بأن هذا النظام مجرم، وكان يقتل شعبة ولا يمكن أن نذهب باتجاه التطبيع معه، مشيراً إلى أن الموقف الروسي لم يكن ضاغطاً باتجاه عودة هذه العلاقات.

وأضاف العمر، أصبح حديث تركيا اليوم عن انتخابات ودستور جديد، منبهاً إلى عدم احتمالية وجود عملية عسكرية من قبل فصائل الشمال ضد النظام في شمال غربي سورية في الوقت الراهن نتيجة تبدل الموقف التركي، معتبراً أن العلاقات مهما ساءت ببين تركيا ونظام الأسد فلن تطلب من الفصائل شن عملية عسكرية لاستعادة مناطق من سيطرة قوات الأسد والميليشيات الموالية لها في أرياف إدلب وحلب .

الوجود العسكري التركي

وقال فيدان، خلال كلمته بالبرلمان، إن تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سورية إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه “لا أريد العودة إلى السلام”.

وأضاف موجهاً حديثه للأسد: “لتجر انتخابات حرة، ومن يصل إلى السلطة نتيجة لذلك، فنحن مستعدون للعمل معه”.

وترى تركيا أن وجودها العسكري في شمال سورية بهذه المرحلة يحول دون تقسيمها ويمنع إقامة “ممر إرهابي” على حدودها الجنوبية، وحدوث موجات لجوء جديدة إلى أراضيها.

وقال فيدان إن العناصر الأساسية لسياسة تركيا تجاه سورية تتمثل في تطهير البلاد من العناصر الإرهابية (حزب العمال الكردستاني – وحدات حماية الشعب الكردية)، والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، وإحراز تقدم في العملية السياسية، بالإضافة إلى ضمان عودة السوريين إلى بلادهم بطريقة آمنة وطوعية.

وشدَّد على موقف بلاده في محاربة “حزب العمال الكردستاني”، قائلاً: إن تركيا أحبطت الجهود الرامية إلى تنظيم “الإدارة الذاتية” انتخابات محلية في شمال شرقي سورية. وأكد أنه لن يتم السماح بمثل هذه المحاولات في الفترة المقبلة، وستواصل تركيا الحرب ضد المنظمة الإرهابية الانفصالية “العمال الكردستاني” وذراعه في سورية “وحدات حماية الشعب الكردية” دون تنازلات.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار