أشار فريق منسقو استجابة سورية إلى وجود تحديات رئيسية تعيق عودة النازحين من الشمال السوري إلى مدنهم وبلداتهم بعد إسقاط نظام الأسد.
وأوضح الفريق في بيان له أن 43,564 نازحاً تمكنوا من العودة من مخيمات الشمال إلى مناطقهم الأصلية في مختلف المحافظات السورية، وذلك عقب التطورات الأخيرة التي تلت سقوط النظام السابق.
ومع أن نسبة العائدين لا تتجاوز 2.16% من إجمالي سكان المخيمات، إلا أن هذه العودة تمثل مؤشراً إيجابياً على رغبة النازحين في استعادة حياتهم الطبيعية، لكن التحديات الكبيرة تتطلب استجابة شاملة لضمان استقرار العائدين.
وأكد الفريق على أهمية تلبية مجموعة من الأولويات الملحة لضمان نجاح عودة النازحين وتعزيز قدرتهم على الاستقرار. ويعتبر إعادة إعمار المنازل والبنية التحتية المتضررة من الأولويات الرئيسية، حيث تشير التقديرات إلى أن الدمار الكبير يتطلب جهوداً ضخمة في هذا المجال.
وفي غياب مأوى آمن، سيبقى العديد من العائدين عرضة للتشرد أو العيش في ظروف غير إنسانية، كما تتطلب العودة توفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء، والتي تعد ضرورية لاستعادة الحياة اليومية الطبيعية.
وقام منسقو استجابة سورية بإجراء استبيان شمل 29,693 نازحاً من المقيمين في المخيمات لتحديد الأسباب الرئيسية التي تعيق عودتهم، وأظهر الاستبيان أن 94% من النازحين أفادوا بأن منازلهم تعرضت لدمار كامل، مما يجعلها غير صالحة للسكن.
كما أشار 91% إلى غياب الخدمات الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية، مما يجعل العودة غير ممكنة في الظروف الحالية. ولفت أكثر من 98% من النازحين إلى أن الألغام والمخلفات غير المنفجرة تمثل تهديداً مباشراً على حياتهم، بينما أبدى 65% رغبتهم في العودة بعد انتهاء العام الدراسي الحالي.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهر الاستبيان أن 97% من النازحين يرغبون في العودة إلى مناطقهم الأصلية بشكل عاجل، لكنهم يطالبون بتلبية احتياجاتهم الأساسية لضمان عودة كريمة وآمنة.
وحث فريق منسقو استجابة سورية جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية، على زيادة الجهود الإنسانية لدعم العائدين والنازحين.
كما دعا الفريق إلى تنفيذ خطط مستدامة لإعادة الإعمار وإعادة تفعيل الخدمات في كافة المناطق، لضمان بيئة آمنة من خلال إزالة مخلفات الحرب.