7.4 C
Damascus
الأحد, يناير 19, 2025

ما بين المساومات الأمريكية وعدم وضوح مستقبل العلاقات مع روسيا… مواقف متباينة تجاه الإدارة السورية الجديدة

د. محمد صادق – كاتب وباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية

منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، قامت فصائل المعارضة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام تحت قيادة أحمد الشرع، بتشكيل حكومة مؤقتة لاستلام السلطة والحفاظ على مؤسسات الدولة من الفراغ الإداري والسياسي، وبطبيعة الحال حاولت هذه السلطات الجديدة كسب الشرعية الدولية عن طريق فتح قنوات اتصال مع العديد من الدول وأهمها الدول المؤثرة في المنطقة والمجتمع الدولي.
كانت مواقف الدول تجاه الإدارة الجديدة لسوريا متباينة، وبطبيعة الحال كانت تركيا أول الدول المهنئة للشرع وإدارة العمليات العسكرية بسبب دعمها المباشر لها طيلة السنوات الماضية على مستوى التسليح والتجهيز، وقام الشرع بزيارة تركيا مؤخرًا في أول زيارة رسمية له خارج البلاد، مما يؤكد على عمق العلاقات بين الإدارة الجديدة وأنقرة، ومن المتوقع أن تتطور هذه العلاقات لاحقًا على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، وأعلنت بعض وسائل الإعلام عن نية تركيا إعادة إعمار سوريا ضمن اتفاقيات متبادلة سيتم توقيعها قريبًا.
لكن في نفس الوقت تسعى تركيا لمحاربة الأكراد في شمال البلاد بحجة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان الأمن القومي التركي، وتعتبر المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد هي الأغنى من حيث الموارد الطبيعية والغاز والنفط.
وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية الفصائل الكردية المسلحة، وتملك في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها عدة قواعد عسكرية.
وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية وفدًا للقاء الإدارة الجديدة الشهر الماضي، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بهذا الصدد إن وفداً أمريكياً يزور سوريا، للتواصل والحوار مع الحكومة السورية المؤقتة، وذلك في أول زيارة شخصية لمسؤولين أمريكيين منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أيضًا أن كبير مستشاري شؤون الشرق الأدنى دانييل روبنشتاين “سيقود المشاركة الدبلوماسية للوزارة بشأن سوريا وسيتعامل مباشرة مع الشعب السوري والأطراف الرئيسية في سوريا وينسق مع الحلفاء والشركاء لتعزيز مبادئ العقبة”.
وأفادت تقارير بأن الوفد الأمريكي عرض على الشرع طرد روسيا من قواعدها في اللاذقية وطرطوس مقابل الاعتراف بشرعية الحكومة الجديدة والتعامل معها والعمل على تخفيف العقوبات تدريجيًا، وكخطوة أولى تم إلغاء المكافئة التي كانت معلنة مقابل أي معلومات بخصوص الشرع.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح بأن بلاده لم تهزم في سوريا، وأنها حققت الأهداف التي دفعت للتدخل العسكري الروسي هناك في عام 2015، وأشار الى أن إسرائيل هي المستفيد الرئيسي مما جرى في سوريا، وهذا كان إشارة الى دعم النظام السوري السابق لحزب الله عن طريق تمرير السلاح القادم إلى الحزب من إيران عبر أراضيه، وكذلك للتوغلات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية وقصف كل مقدرات الجيش السوري.
وبنفس السياق تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الحكومة السورية والمعارضة وما فعلته روسيا لتقريب وجهات النظر ورد دمشق على هذه الجهود، حيث أكد أن الحكومة السورية السابقة لم تبد أي استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة، وأشار كذلك إلى المشكلات الناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي خنقت الاقتصاد السوري، واحتلال أمريكا للجزء الشرقي للبلاد ودعم الروح الانفصالية في شمال شرق سوريا.
وأضاف لافروف أن روسيا تحدثت مع الأكراد بضرورة وجود سلطة مركزية، لكنهم قالوا إن الولايات المتحدة ستساعدهم على إنشاء حكومتهم، على الرغم من تحذير روسيا بأن تركيا وإيران لن تسمحا بقيام دولة خاصة بالأكراد.
وفي النهاية أشار وزير الخارجية الروسي، أن موسكو منفتحة على التعاون في الملف السوري جنبًا إلى جنب مع تركيا وإيران (صيغة أستانا) وكذلك العراق ولبنان.
وبخصوص القواعد الروسية في المنطقة، أشار العديد من المسؤولين الروس ونظرائهم في سوريا، أن هناك نقاشات دورية تحدث بين الطرفين بخصوص هذا الأمر، ولم يتم اتخاذ قرار حتى هذه اللحظة بهذا الخصوص، وقال الرئيس الروسي بأن القواعد مستمرة بالعمل لإيصال المساعدات الإنسانية لسوريا إلى حين اتخاذ قرار بين البلدين ببقائها من عدمه.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار