19.4 C
Damascus
الخميس, مارس 28, 2024

نيويورك تايمز: على أنقاض سورية، ازدهار إمبراطورية المخدرات

نشرت صحيفة نيويورك تايمز البريطانية تحقيقاً مطولاً عن ازدهار ما وصفته “إمبراطورية المخدرات” على يد نظام الأسد في سورية.

وقالت الصحيفة إن مقربين من بشار الأسد متورطون في صناعة وتصدير “الكبتاغون” مما يؤدي لقيام دولة مخدرات جديدة على حوض المتوسط.

وذكرت الصحيفة أن تجارة المخدرات تدار من قبل شركاء أقوياء وأقارب لبشار الأسد، وتقدر قيمتها بمليارات الدورات، ما حول البلاد إلى أحدث دولة تعتمد على التجارة غير الشرعية للمخدرات في العالم.

وتعتمد صناعة المخدرات على ورشات ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير وشبكات للتهريب تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة في جيش الأسد، وميليشيا بقيادة ماهر الأسد الأخ الأصغر لبشار الأسد وأحد أقوى الرجال من حيث السلطة في سورية.

كما يساهم في صناعة وتصدير المخدرات رجال أعمال له صلة بحكومة الأسد، إضافة إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية وآخرون من عائلة الأسد، وذلك للحماية من النشاطات غير القانونية التي يرتكبونها.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن تجارة المخدرات غير المشروعة أصبحت الآن مورد الصادرات الأكثر قيمة في سورية، وهي تتجاوز بكثير قيمة المنتجات السورية القانونية، وفقاً لقاعدة بيانات جمعتها الصحيفة.

المخدرات إلى أين؟

يسوق نظام الأسد المخدرات إلى دول مختلفة حول العالم، قريبة أو بعيدة، إذ صادرت السلطات في كل من اليونان وإيطاليا والسعودية وأماكن أخرى مئات الملايين من الحبوب المخدرة، مصدر معظمها من ميناء تسيطر عليه حكومة الأسد، وبعضها في عمليات شحن قد تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار.

واكتشف مسؤولون في إيطاليا 84 مليون حبة كبتاغون مخبأة في لفات ضخمة من الورق والتروس المعدنية عام 2020، كما ضبطت ماليزيا في آذار الفائت  أكثر من 94 مليون حبة داخل عجلات عربة مطاطية.

ويعد هذا العام هو الأكثر إنتاجاً للمخدرات من قبل نظام الأسد وميليشيا حزب الله، حيث ضُبطت أكثر من 250 مليون حبة في العالم هذا العام، زائداً عن الأعوام الأربعة الفائتة ب18 ضعف.

الشحنات المضبوطة تدل على حجم التجارة وخطورتها:

نقلت الصحيفة قول خبراء في المخدرات قولهم إن الشحنات المضبوطة هي كمية قليلة من الشحنات الإجمالية، لكنها تمثل نافذة لفهم نطاق وحجم هذه التجارة التي ازدهرت على الأرجح بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية.

وتتخوف الحكومات في أن شبكة نظام الأسد لتهريب المخدرات بدأت تروج لأنواع خطيرة من المخدرات وهي “الكريستال ميث”، حسب مسؤولين إقليميين.

نظام الأسد هو المصدر:

كشف تحقيق نيويورك تايمز أن مناطق سيطرة نظام الأسد هي التي تحوي مختبرات الكبتاغون، وذلك وفق شهادات سوريين يعيشون في تلك المناطق، كما تنتشر بعض المختبرات في مناطق تسيطر عليها ميليشيا حزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية، أو خارج العاصمة دمشق وحول مدينة اللاذقية الساحلية.

وحسب شهود سوريين فإن العديد من مصانع المخدرات هي فيلات فارغة أو حظائر، يعمل فيها العمال على خلط المواد الكيماوية وتحويلها إلى أقراص، وتكون هذه المناطق محروسة من قبل جنود عند نظام الأسد وأحياناً تحمل لافتات تشير إلى أن المنطقة عسكرية.

وبعد الإنتاج يتم إخفاء الحبوب في حاويات شحن أو عبوات حليب أو شاي أو صابون أو في شاحنات فواكه أو بأي وسيلة ممكنة لتخرج براً إلى الأردن ولبنان، أو بحراً عبر ميناء اللاذقية.

المصدر: نيويورك تايمز

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار