فادي شباط – سنا
تناولت صحيفة “البعث الرسمية” التابعة لوزارة الإعلام في نظام الأسد ملف ارتفاع أسعار أكثر البضائع والمنتجات في الدول الأوروبية.
وقالت الصحيفة: إن الغلاء في أوروبا وصل إلى مستويات غير طبيعية، وإن ما كان يمكن شراؤه بحوالي 50 أو 60 يورو بات حالياً يكلّف 170 يورو.
وفندت الصحيفة أسباب الغلاء، حيث أشارت إلى ارتفاع حوامل الطاقة من كهرباء ومازوت وفيول أكثر من 3 أضعاف عن العام الماضي، وارتفاع أسعار الشحن العالمي للمواد المستوردة 10 أضعاف، وارتفاع أسعار النفط بنسبة 100% ما أدى لغلاء جميع المواد في العالم بنسبة بين 50 و100% فضلاً عن ارتفاع أجور التخليص الجمركي 100%.
أمّا فيما يتعلق بارتفاع الأسعار وانهيار القدرة الشرائية وارتفاع نسبة التضخم في سورية، فاكتفت الصحيفة بإعادة ذلك إلى شجع التجار وبعض الضرائب لا أكثر.
وتجاهلت الصحيفة الأعباء التي تصيب السوريين بسبب ارتفاع الأسعار، حيث كما تبيّن لم يمر على صفحاتها أن قيمة الليرة السورية تستمر بالهبوط وصولاً إلى نحو 72 ضعفاً، وأن أسعار الأدوية ارتفعت بنحو 100% خلال عام واحد، وأن حوامل الطاقة مفقودة بشكل كلي، وأن المدارس تدفئ الطلاب باستخدام البلاستيك، وأن القدرة الشرائية باتت معدومة بعد أن كانت شحيحة لسنوات.
كما لم يمر على قسم التحرير لديها أن أكثر من 70% من السوريين يعتمدون في تأمين المستلزمات الرئيسية لمعيشتهم على حوالات المساعدات الشخصية الواردة من الدول الأوروبية التي تناقش الغلاء فيها.
ولم تتطرق إطلاقاً للرواتب في القطاعين العام والخاص التي لا تكفي لمعيشة 4 أيام في أحسن تقدير، حيث لا تتجاوز 20$ أمريكي كل شهر، ولم تتناول موجة الهجرة المستمرة التي تعانيها كافة القطاعات الطبية والتجارية والصناعية، إثر سياسات نظام الأسد الرامية لتحقيق مصالح روسيا وإيران.
هذه الصحيفة الرسمية حالها حال أكثر وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد، لم تُعرّج على الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها محافظة السويداء التي انطلقت بإلغاء رفع الدعم، ووصلت إلى رفع شعارات إنسانية وسياسية مطالبةً بتنفيذ القرار الأممي 2254.
ولم يعد مفاجئاً ما تقوله وتبثه وسائل الإعلام الموالية، إذ أنها متمسكة منذ سنوات بنظرية المؤامرة على حساب الأسباب الحقيقية لمعاناة السكان، وغيرها الكثير والكثير.
