كشفت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، في تقرير صادر عنها اليوم السبت 18 حزيران أن “بشار الأسد” بات يحكم سورية كـ”زعيم مافيا”، بسبب تورّطه في نهب أموال السوريين.
وجاء في التقرير أن “الأسد يدير مافيا لنهب سورية؛ تتاجر بكل شيء، رغم أنه يبتعد عن لبس المجوهرات أو الساعات والملابس الغالية”.
وأكد التقرير مسؤولية اﻷسد عن الوضع المزري لسورية، حيث الكهرباء مقطوعة غالباً، ورغم انخفاض عدد سكان المناطق الواقعة تحت سيطرته النصف مقارنة بعام 2011 فإن 90% منهم يعيشون في فقر، ويعتمد الكثير منهم على الدعم والتحويلات الخارجية.
ونقل التقرير عن أحد المقربين من اﻷسد، وكان قد انشق منذ وقت ليس ببعيد، ورفض الكشف عن اسمه؛ قوله “إنه يحكم مثل زعيم المافيا”، فقد هزّ المؤسسة المالية بعد استدعائه كبار رجال الأعمال إلى فندق “شيراتون” دمشق، واحتجز بعضاً ممن رفضوا تسليم ممتلكاتهم أو حصصهم، وأخضعهم لاستجواب إضافي في الفرع 251، وهو واحد من مراكز الاحتجاز التابعة له في دمشق والمشهورة بالتعذيب.
وتعمل المافيا انطلاقا من “التقسيم النقدي” للرئاسة، ويشرف عليها مساعد يوصف بأنه “بابلو إسكوبار السوري” (نسبة لأحد أباطرة المخدرات الكولومبيين)، وهو شخص غامض ينسق النقل على السفن قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط مستفيداً من شركة السلامة الخاصة التي تتبع له لمرافقة القوافل.
كما أن “بابلو” يستدعي رجال الأعمال نيابة عن الأسد ويدعوهم إلى التبرع لصندوق “شهداء سوريا”، وهو مصدر جيد آخر، حيث يأتي التجار إلى القصر الرئاسي بحقائب مليئة بالمال الذي يعود للأسد، ويستخدمه في شراء ولاء العلويين.
وأكد التقرير أن اﻷسد استولى على مئات الشركات، واستبدلها بشركات تحت تصرف مجموعة متواطئة من كبار رجال الأعمال وكثير من أمراء الحرب الذين يغسلون عائدات التهريب.
وأوضحت المجلة أن الأسد يجمع المال من بيع الوقود والطاقة الكهربائية لوسطاء في لبنان يدفعون بالدولار، كما أنه يبيع جوازات السفر لمختلف السوريين العازمين على المغادرة ويحصل بواسطة المافيا التي يتزعمها على مقابل مالي لإزالة الأسماء من القوائم السوداء عند نقاط التفتيش.
وتمثّل تجارة الأدوية والمخدرات الدخل الأكثر ربحاً للأسد، ونقل التقرير عن معهد “نيولاينز” (New Lines) للإستراتيجية والسياسة في واشنطن، أن اﻷسد ينتج 15 نوعاً في مصانع قريبة من الحدود داخل مناطق سيطرته تشمل: الكبتاغون، الأمفيتامين، الكريستال ميث، وغير ذلك.
وأشارت المجلة إلى تهريب تلك المواد في سيارات مصفحة تحميها طائرات مسيرة وأسلحة ثقيلة، وفي بطون الأغنام وعربات الخضار، وغير ذلك.
ويرى محللون أن “تفكير نظام الأسد ينحصر في الاستفادة من الأزمات الاقتصادية المتصاعدة، من خلال الحصول على أموال تبقي “بشار الأسد” في السلطة، وهو ما عمل عليه على مدى 10 سنوات، حيث كان بقاء الأسد في الحكم فوق كل شيء وفوق تدمير سورية، وكرامة السوريين، وفقرهم، وعوزهم”.