18.4 C
Damascus
الجمعة, أبريل 19, 2024

انتهاكات مستمرة.. آراء السوريين حول كشف الحواجز الأمنية بدمشق

كشف الأسبوع الماضي فريق التقصي بوكالة سنا عن وجود 35 حاجزاً أمنياً تابعاً لنظام الأسد داخل مدينة دمشق وفي المداخل الرئيسية لها.

واعتمد الفريق بعملية تحديد مواقع الحواجز الأمنية الثابتة على عدد من المراسلين الميدانيين في دمشق وريفها.

ووثّق الفريق وجود 3 حواجز في الأطراف الشمالية لمدينة دمشق، وحاجز في شمال شرق المدينة، و11 حاجزاً في الأطراف الشرقية، و6 حواجز في الأطراف الجنوبية، و5 حواجز في غرب دمشق، و9 حواجز داخل المدينة وبين أحيائها السكنية.

وتتبع تلك الحواجز المدججة بكافة أصناف الأسلحة لجهات أمنية عديدة، أبرزها الحرس الجمهوري وأمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي.

وبالإضافة لتلك الحواجز يُحيط بمدينة دمشق عدد كبير من القطع العسكرية، أبرزها مطار المزة العسكري في الأطراف الغربية، والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في جبل قاسيون وامتداده شمال المدينة، وإدارة الحرب الإلكترونية وإدارات الإنشاءات العسكرية والتحصينات والهندسة الميدانية في الأطراف الجنوبية.

وتُعد الحواجز المذكورة أعلاه هي الحواجز الرئيسية الثابتة منذ نحو 11 سنة، أما داخل المدينة وبين أحيائها السكنية فقد يصل عدد الحواجز إلى 400 حاجزاً متفاوتاً بأعداد العناصر وأصناف الأسلحة، ناهيك عن وجود عدد كبير من المقرات الأمنية التابعة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، لا سيّما في دمشق القديمة بالقرب من مقام السيدة رقية، وفي حي الأمين.

مصادر في دمشق أكدت لـ “وكالة سنا” أن نظام الأسد يواصل حتى اليوم نشر الحواجز في الأحياء والأزقة ويفصل بين المدن، علماً أن آخر قوافل الثورة والمعارضة السورية غادرت أخر معاقلها بدمشق إلى المناطق المحررة في شمال سورية منذ منتصف العام 2018، ويتساءل السكان العالقون في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد عن أسباب نشر الحواجز وتدعيمها حتّى اليوم.

للوقوف حول الأمر أكثر تحدث فريق المتابعة بـ “وكالة سنا” مع عدد من الشخصيات المؤثرة وناشطين مُهجرين من دمشق وريفها، حيث قال الرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة (الدكتور جواد أبو حطب): إن الحواجز الأمنية التي فرضها نظام الأسد في المدن هي لصناعة “مواطن متجانس بمجتمع متجانس” عبر التضييق على كافة المواطنين والتخلص من المعارضين وممارسة التهجير والتطهير العرقي.

وأكّد مدير اتحاد نشطاء جنوب دمشق (عز الدين العلي) أن إرهاب نظام الأسد لا يقتصر على القصف والتدمير والتهجير، بل تمتد سلسلة إجرامه إلى الحواجز الأمنية المنتشرة بين الأحياء السكنية ومحيطها، والتي تمارس التضييق على المدنيين، وتسلب منهم قوت يومهم، وتمنعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة، المادية والمعنوية.

فيما أشار الممثل المدني لحي التضامن (عادل قطف) إلى أن عملية الكشف التي تمت مؤخراً عن مجزرة حي التضامن الدمشقي فاقمت الهواجس لدى عائلات المعتقلين العالقين في مناطق سيطرة نظام الأسد، ما دفع الأخير إلى زيادة الحواجز الأمنية في الأحياء السكنية، تخوفاً من انتفاضة شعبية قد تطرأ بأي لحظة.

ولفت الناشط براء السالم (مهجر من حي العسالي) أن نظام الأسد يعلم يقيناً عدم وجود حاضنة شعبية له في مدينة دمشق، لذلك يواصل ممارسة التضييق الأمني وفرض سلطة الإجرام والإرهاب، تخوفاً من حراك شعبي مفاجئ قد يحدث مع تغيّر الظروف.

ويرى رئيس المجلس المحلي لحي كفرسوسة (عماد السيد) أنه “لطالما حُكمت سورية لعقود بالحديد والنار من قبل عصابة الأسد، فليس ببعيد على النظام ممارسة التضييق على السكان وخاصةً في دمشق، وتخوفه من أي حراك سلمي أو عسكري، لا سيّما مع تزايد أعبائه السياسية والاقتصادية، وإمكانية تغيّر الظروف”.

وترى القاضية سمر الحسين (منشقة عن الدوائر القضائية بنظام الأسد) أنه من الطبيعي أن نشاهد عدداً كبيراً من حواجز نظام الأسد داخل مدينة دمشق، “لطالما السلطة القضائية هناك مسلوبة وتكرس نشاطها لصالح الحاكم المستبد على حساب المدنيين المطالبين بدولة العدالة والقانون”.

بينما أشار عضو رابطة المهجرين الفلسطينيين في شمال سورية (عمار القدسي) إلى أن نظام الأسد يشعر دائماً باقتراب نهايته، ما يدفعه للاستمرار بفرض سلطة الإرهاب بحق المدنيين الموجودين في مناطق سيطرته سواء من السوريين أو الفلسطينيين، وذلك ليس بغريب عليه، لطالما ارتكب آلاف المجازر ومارس الاعتقال والتغييب القسري والتهجير تحقيقاً لمصالح إيران وروسيا وتخوفه الدائم من اندلاع ثورة جديدة.

ونبهت الناجية من سجون نظام الأسد (منى بركة) إلى أن نظام الأسد يسعى من خلال الحواجز الأمنية إلى عزل السكان عن العالم الخارجي عبر فرض سلطة الخوف بشكل دائم، وتمكين حصونه، تخوفاً من رد فعل شعبي بسبب الوضع الاقتصادي المزري والضغط الأمني.

فيما قالت الناجية من سجون نظام الأسد (وفاء نجيب) إن النظام لا يملك سوى سلطة الخوف، ما يدفعه إلى ممارسة المزيد من التضييق الأمني لعدة أهداف، أبرزها: اعتقال السكان العالقين بمناطق سيطرته، وتقديمهم هدية لضباط وعناصر الأمن، وطلب الفدية، وتحقيق موارد مالية عبر اقتصاد الحروب.

للاطلاع على تحقيق الحواجز:
https://syrianewsagency.net/invesigations/reports/26585/

للاطلاع على فيديوغراف تحقيق الحواجز:
https://youtu.be/T6kyFepckdA

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار