2.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

لقاءات ومطالبات.. ماذا أنجزت هيئة التفاوض في نيويورك؟

محمد الهادي – وكالة سنا

عقد رئيس هيئة التفاوض السورية (بدر جاموس) مؤتمراً صحفياً عبر “منصة زوم” اليوم السبت، للحديث عن اللقاءات التي أجرتها الهيئة خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العمومية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في أواخر أيلول الفائت.

وقال جاموس خلال المؤتمر الذي حضرته وكالة سنا إن مهمة هيئة التفاوض هي التداول الدولي للملف السوري، وجعله أولوية عن القوى الفاعلة في الملف.

 

الأهداف السياسية:

قال جاموس خلال إحاطته التي بدأ المؤتمر بها إن هيئة التفاوض تسعى من خلال لقاءاتها السياسية إلى إيجاد آلية تنفيذية للقرار الأممي 2254 تجبر النظام على القبول ببدء العمل في القرار وتحقيق الانتقال السياسي.

وأشار إلى السعي المتواصل للوصول إلى الاعترافات الدولية بالمعارضة السورية وعدم منح نظام الأسد منابر للحديث عن السوريين لأنه هو سبب المأساة.

وأضاف أن العديد من الملفات السياسية تمت مناقشتها خلال اللقاءات المكثفة التي أجرتها المعارضة.

 

اللقاءات الدولية والعربية:

قال رئيس هيئة التفاوض إن مستوى اللقاءات السياسية خلال المشاركة الحالية ازداد عن السنة الفائتة، حيث أجرت الهيئة 19 لقاءً لمناقشة قضايا في الملف السوري.

وكانت أبرز اللقاءات التي أجرتها الهيئة هي لقاء الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، ونائب ممثل الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة (ريتشارد ميلز)، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية (غير بيدرسون)، والمدير العام للشؤون السياسية لقسم الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في الخارجية الألمانية (كريستيان باك)، والأمين العام للجامعة العربية (أحمد أبو الغيط)، والأمين العام المساعد للجامعة (حسام زكي)، ومديرة قسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السيدة (آن غويغون) ، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري (محمد بن عبد الرحمن) والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط (سفين كووبمانس)، ونائب وزير الخارجية التركي (سادات أونال)، ولقاءات سياسية أخرى.

 

الموقف العربي تجاه سورية:

 وضّح جاموس أن اللقاء مع الأمين العام للجامعة العربية (أحمد أبو الغيط)، والأمين العام المساعد للجامعة (حسام زكي)، كان لقاءً مثمراً وإيجابياً، حيث أكد أبو الغيط أنه يدعم تطلعات الشعب السوري والحل السياسي وفق القرار 2254.

وقال أبو الغيط لوفد الهيئة إنه هناك العديد من الدول العربية التي ترغب في عودة النظام إلى مقعد سورية في الجامعة العربية، مع وجود دول رافضة للعودة.

جاموس على اللقاء بأنه كان رسمياً في مكتب الجامعة، موضحاً أن هيئة التفاوض ستبدأ بخطة للتواصل مع الدول العربية وإجراء لقاءات تعزز أولوية الملف السوري عربياً.

 

انتقاد بيدرسون واستمرار رفض خطوة مقابل خطوة:

خلال لقاء رئيس هيئة التفاوض مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية (غير بيدرسون) وجه جاموس انتقادات للمبعوث لأنه يعمل على تحويل الملف السياسي إلى ملف إنساني، موضحاً له أن المنظمات الدولية هي التي تعنى بالشأن الإنساني، وأن عليه مسؤولية كبيرة في السعي لتنفيذ العملية السياسية المتعلقة بسورية وفق قرارات مجلس الأمن وعدم الحياد عنها.

وقال جاموس إن المعارضة ما تزال رافضة لطرح المبعوث الدولي لما يسمى “خطوة مقابل خطوة” لأن الطرح ما يزال غامضاً، وإن القبول بها مرتبط بمدى قدرتها على إنجاز حل سياسي لا يخرج عن الإطار الأممي، وانتقد كون بيدرسون يرى أن مسرحية العفو المزعوم من قبل نظام الأسد في نيسان الفائت هي “خطوة” من قبل النظام، وهي في الحقيقة مجرد زيف، حسب وصف جاموس.

 

لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة وتوجيه مطالب المعارضة:

وضّح جاموس أن اللقاء الذي جمع المعارضة مع الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) جاء بعد انقطاع 8 سنوات عن اللقاءات الرسمية معه.

وقال غوتيريش لهيئة التفاوض إن الظروف الدولية هي التي ساهمت في فشل القرار 2254، موجهاً شكراً للمعارضة مساهمتها في إنجاز الحل السياسي مؤكداً أن هيئة التفاوض هي طرف شرعي لتمثيل السوريين.

وقال جاموس للأمين العام: “نطلب منكم أن نكون حاضرين في جلسات مجلس الأمن حول سورية لأننا طرف رسمي، ولا يجوز احتكار المكان لنظام الأسد للحديث عن السوريين، لأنه هو المتسبب الرئيسي للمأساة السورية، وكلامه لا يمثل الشعب السوري”.

ووضح جاموس للأمين العام أن المعارضة غير راضية عن خطوات بيدرسون التي يسعى من خلالها إلى حصر الملف السوري بالحالة الإنسانية وتجاهل العملية السياسية، مبدياً استياءه مما سماه “التفاوض من أجل التفاوض”.

وطلب جاموس من الأمين العام تنظيم مؤتمر دولي لسورية وإنشاء “لوبي” دولي لفرض تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 بعيداً عن الابتزاز الروسي الذي يعرقل العملية السياسية.

 

الملف الإنساني حاضر في اللقاءات:

نبّه جاموس خلال لقاء الأمين العام للأمم المتحدة إلى ملف المساعدات الإنسانية الذي يعدّ على وضعه الحالي ورقة ابتزاز روسية لتحقيق مصالح لنظام الأسد، مطالباً بإنشاء آلية تبعد الملف الإنساني عن تصويت مجلس الأمن لتفادي مأساة إنسانية تستهدف ملايين المهجرين.

وأشار إلى ضرورة أن يكون برنامج التعافي المبكر للسوريين في كافة المناطق وبوجود لجنة تشرف على آلية التوزيع، وضمان عدم استفادة نظام الأسد منها.

وشرح جاموس خلال اللقاءات الوضع المزري الذي يعيشه السوريون في مخيم الركبان جنوبي سورية وضرورة التدخل الأممي لإنقاذ السوريين وتأمين حياة كريمة لهم.

 

المواقف الغربية تجاه مناطق الشمال:

قال رئيس هيئة التفاوض إن مناطق الشمال (نبع السلام، درع الفرات، غصن الزيتون) يجب أن تحظى بالدعم اللازم لإنعاش الوضع العام (تعليمياً، صحياً، إنشائياً)، مشيراً إلى أن هذا الملف كان مطروحاً خلال اللقاءات، مبيناً أنه هناك مواقف غربية لا تريد تقديم الدعم للمنطقة.

وأضاف إلى أن الهيئة ستقوم بزيارات دولية للعمل في هذا الاتجاه لتحسين وضع المنطقة، لافتاً أن الحكومة السورية المؤقتة قادرة على تنفيذ المشاريع إذا حظيت بالدعم اللازم.

 

الملف السوري والاستفادة من وضع الخصوم:

ذكر جاموس أن الوضع السيئ التي تمر به كل من روسيا وإيران ونظام الأسد انعكس إيجابياً على الملف السوري، حيث إن التحسن السياسي على مستوى اللقاءات ونتائجها زاد بنسبة 70% عن السنة الفائتة.

وقال جاموس إنه أوضح خلال اللقاءات أن التطبيع مع نظام الأسد ليس حلاً، وسيزيد تعقيد الملف السوري، مؤكداً أن الهيئة تسعى لمنع حصول أي عمليات تطبيع جديدة.

وأشار جاموس إلى أنه بالرغم من إجرام روسيا في أوكرانيا والعلاقات العدائية بين روسيا والغرب، فإنه لا توجد رغبة دولية للتأثير على روسيا في سورية.

 

الموقف التركي تجاه المعارضة:

قال جاموس إن نائب وزير الخارجية التركي (سادات أونال) أكد له خلال لقاء، أن الموقف التركي تجاه سورية لم يتغير، وأن تركيا ما تزال متمسكة بضرورة الحل وفق القرار 2254، وذكر النائب أن التنسيق الذي يحصل مع نظام الأسد هو تنسيق أمني يهدف إلى الضغط على نظام الأسد للالتزام بالحل السياسي.

وحول ازدياد حالات العنصرية في تركيا تجاه السوريين قال أونال إن هذه الإشكالات التي تحصل في تركيا هي نتيجة صراعات داخلية، ولا علاقة للموقف السياسي فيها.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار