اجتمع يوم أمس المبعوث البريطاني إلى سوريا “جوناثان هارغريفز” مع مدير منظمة الدفاع المدني “رائد الصالح” على الحدود “التركية ـ السورية”.
وقال “الدفاع المدني” في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي: إن الاجتماع تمحور حول ضرورة تمديد تفويض آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، والتحديات التي تواجه العمال الإنسانيين من الاستهداف المباشر من قبل نظام الأسد وروسيا، وتطورات “فايروس كورونا – Covid-19” وسبل الاستجابة له بأفضل طريقة.
ويأتي هذا الاجتماع قبل أيام قليلة من اجتماع حاسم في مجلس الأمن لمناقشة تجديد آلية دخول المساعدات الأممية إلى سوريا، إذ تُشير الأنباء والتوقّعات إلى معارضة روسية لمشروع قرار تجديد الآلية لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية.
الأستاذ رائد الصالح مدير منظمة الدفاع المدني قال لـ “سنا” أن مثل هذه اللقاءات مهمة جداً وضرورية باعتبار أن الخوذ البيضاء تسعى بشكل مستمر لإيصال صوت السوريين للعالم وضرورة شرح أوضاعهم الإنسانية، مُوكداً أن مسألة تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود كانت حاضرةً بقوة خلال الاجتماع، لاسيّما وأنها قضية الساعة.
وأشار الصالح إلى أن الدفاع المدني نبّه المبعوث البريطاني لمخاطر نجاح المساعي الروسية في توقيف المساعدات، حيث ستلحق الضرر أكثر من أربعة ملايين مدني في “شمال غربي سوريا”، جميعهم يواجهون عقاباً جماعياً من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي، ويكافحون من أجل البقاء في منطقة أملهم الوحيد في البقاء هو المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، ولا يمكن أن يكون هناك أي بديل لإدخال تلك المساعدات، مضيفاً بأن عدم تمديد تفويض دخول المساعدات عبر الحدود هو تشريع لجريمة الحصار والتجويع.
وبين الصالح أن الاجتماع تناول استهداف نظام الأسد وروسيا للعمال الإنسانيين ومتطوعي الخوذ البيضاء وأثر ذلك على العمل الإنساني، إضافةً لملف المحاسبة والمساءلة على جرائم ومحاسبة النظام على الجرائم ودعم حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
كما تحدث في اجتماعه حول مشاريع ونشاطات الخوذ البيضاء في “شمال غربي سوريا” والتي أبدى المبعوث البريطاني إعجابه الكبير بالجهود المبذولة لمساعدة المدنيين.
وحول توافق وجهات النظر وضح مدير الدفاع المدني أن المبعوث البريطاني على اطلاع كامل على الوضع في سوريا، فالاختلاف قد يحدث عندما يكون هناك رؤية مختلفة لشيء غير واضح أو قابل لخطأ وصواب، لكن حقيقة الحالة السورية هناك مجرم وقاتل يرتكب الجرائم، وهناك مدنيون يُقصفون بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة المحرمة بما فيها الكيماوي، ويُهجرون وتُدمر مدنهم، فهذه حقائق ولا يمكن أن يكون أي خلاف بين اثنين حولها.
أما عن الوعود قال أن المبعوث أكد التزام بلاده بقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ والانتقال السياسي في سوريا وهو ما نراه ان الحل الوحيد للأزمة الإنسانية.
هذا وشاركت كوادر الدفاع المدني صباح اليوم أكثر من 50 منظمة وجمعية عاملة بالشأن الإنساني في وقفة احتجاجية عند “معبر باب الهوى” على الحدود “السورية – التركية”، حيث احتشد ما يقارب 3000 عاملة وعامل من المنظمات للاحتجاج والمطالبة باستمرار فتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية المقدمة عن طريق منظمة الأمم المتحدة.
يذكر أن موعد انتهاء تفويض الآلية الأممية لإيصال المساعدات من معبر “باب الهوى” على الحدود التركية مع سوريا، في 10 تموز المقبل، ما يُهدد بإغلاق المعبر الذي يُعد شريان الحياة الوحيد المتبقي لقاطني المناطق المحررة الخارجة عن سيطة نظام الأسد.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا العام الماضي حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي، ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.