وكالة سنا | عثمان علي
اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول “التعليم العالي في الأزمات”، يوم أمس الخميس، والذي تنظمه جامعة حلب في المناطق المحررة ومركز “مداد” للدراسات والبحوث التربوية، وذلك برعاية رئيس الحكومة السورية المؤقتة.
واشتمل المؤتمر على خمسة محاور أساسية، وهي: الأزمات وتأثيرها في التعليم العالي، التجارب الدولية في إدارة التعليم العالي في الأزمات، التعليم العالي خلال جائحة كورونا “الحالة السورية نموذجًا”، الآثار النفسية للأزمات النفسية للأزمات على التعليم العالي.
رئيس جامعة حلب في المناطق المحررة الدكتور “عبد العزيز الدغيم”، قال لوكالة سنا: إن من أهداف هذا المؤتمر بحث واقع ومآل العملية التعليمية خلال الأزمات غير المتوقعة كما حدث في جائحة كورونا والحروب والثورات المنتشرة في العديد من دول العالم كما في الثورة السورية الآن، وهو كذلك مساهمة في التنمية المستدامة.
وأضاف رئيس الجامعة أنه اشترك في المؤتمر 58 باحثًا وباحثة من سورية وتركيا وأوروبا وأمريكا وقدموا 48 بحثًا وورقة عمل شملت المحاور الخمسة، عبر الحضور الشخصي أو عبر “الزوم” على مدى يومي 5 _ 6 من الشهر الجاري، مؤكدًا أن مثل هذا المؤتمر يشجع الباحثين الأكاديميين على الاستمرار في البحث ومواكبة التطوير العلمي.
مدير مكتب الدراسات والبحوث التربوية في مؤسسة تعليم بلا حدود – “مداد”، الدكتور “فواز العواد” أكد لوكالة سنا أن الاطلاع على نماذج دولية ضمن سياق التعليم في الأزمات من أهداف هذا المؤتمر، لأن سورية كانت وما تزال تعيش حالة حرب، ويندرج التعليم فيها تحت هذا المسمى، ومن الضروري الاطلاع على هذه النماذج بهدف الاستفادة منها، وهناك طلاب دراسات عليا في سورية يستمرون بدراستهم فكان لا بدّ من انطلاق هذا المؤتمر.
وأشار إلى أن للمؤتمر أهدافًا غير مباشرة، منها الاطلاع على مدى التأثيرات النفسية للحرب والأزمات التي يعيشها الشعب السوري على التعليم العالي والطلبة الجامعيين والأسرة، وكذلك كل جوانب الحياة التعليمية والسياسية والاقتصادية، وأضاف: كذلك تشجيع الباحثين إنجاز الأبحاث المرتبطة بحاجات الشعب السوري.
وأكد أن هناك عددًا من الأبحاث قدمها طلاب في مرحلة الدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه)، وذلك يهدف إلى تكوين جيل يرصد المشاكل الاجتماعية الواقعية، وحلها بطريقة علمية نابعة من حاجة الشعب السوري، ونتائج الأبحاث يمكن أن تنعكس على الممارسات والسياسات العلمية على الجامعات في المناطق المحررة.
ما مخرجات المؤتمر؟
قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور “جلال الدين خانجي”: إن الجهات المنظمة للمؤتمر قد أوصت في نهاية المؤتمر، باستمرار العملية في الأزمات والحروب والأمراض والأوبئة بما يتلاءم مع الإمكانيات المتاحة، ورفع سوية جودة التعليم العالي في المؤسسات الجامعية في المناطق المحررة.
وكذلك الاستفادة من التجارب الدولية التي مرت بنفس الظروف الأمنية والصحية وكيف تعاملت مع التعليم العالي، بالإضافة إلى تقديم الدعم والإرشاد النفسي للطلاب والمدرسين في بيئات التعليم العالي المتأثرين في الأزمات والحروب وذلك لضمان نجاحهم.
وأضاف “خانجي” أن اللجنة أوصت كذلك بمتابعة دعم الطلاب السوريين المهاجرين إلى بلدان الجوار كجزء من المجتمع السوري سيساهم في بناء سورية المستقبل، وإقامة مؤتمرات علمية دورية على مستوى الكليات والجامعة.
وربط مخرجات التعليم العالي أثناء الأزمات باحتياجات أسواق العمل واحتياجات المجتمع بشكل عام، وتطوير البرمجيات التعليمية وآليات التعليم عن بعد لتحسين جودته أثناء الأزمات.
وختم رئيس اللجنة العلمية أن اللجنة أوصت بتطوير الخطط الدارسية في الكليات المختلفة في جامعة حلب، بما يتماشى مع مثيلاتها في الجامعات الأوروبية والعربية، وإجراء تقويم مستمر للتعليم العالي أثناء الأزمات عبر آليات موضوعية، وتمكين الفئات المهمشة ومشاركتهم في التعليم العالي وتأمينه لهم.
وحضر المؤتمر رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وعدد من الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي ورئيس جامعة حلب في المناطق المحررة، ومجلس أمناء الجامعة، وعمداء الكليات، وإدارة مؤسسة تعليم بلا حدود – “مداد”، ومركز مداد للدراسات والبحوث وعدد من الباحثين والأكاديميين